بدأ في عدد من المدن السورية امس إضراب عام احتجاجا على العنف الذي تتعامل به قوات النظام مع المحتجين. وأظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الشوارع في حماة وحلب وحمص وريف دمشق وإدلب وقد بدت شبه خالية من المارة وأبواب المحال مغلقة. وكتبت صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) «11 كانون أول/ ديسمبر أول أيام إضراب الكرامة.. أرجوك لا تعمل فنحن نقتل.. الإضراب يشبه المظاهرات.. يشارك فيه عشرة أشخاص في البداية ثم يصير مئة فألفا فمئات الألوف». وكان ناشطون استخدموا مكبرات الصوت الليلة قبل الماضية لحث الناس على المشاركة في الإضراب في عدة مناطق. وأوضح ناشطون أن قوات الأمن والشبيحة مدعومين بعناصر من الجيش يقومون بحملة مداهمات واعتقالات، كما يقومون بتكسير عدد من المحال المغلقة، لإجبار أصحابها على فتحها. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قتل 3513 مدنيا و1288 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف آذار/ مارس الماضي. من جانبهم قال سكان ونشطاء إن مئات من المنشقين عن الجيش في جنوب سوريا اشتبكوا مع قوات حكومية مدعومة بدبابات امس في إحدى أكبر المواجهات في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ تسعة شهور ضد حكم الرئيس بشار الأسد. واقتحمت قوات متمركزة في بلدة الاسراء على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الاردن بلدة بصرى الحرير القريبة. وأضاف السكان والنشطاء أنه سمع دوي انفجارات واطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة تلال شمالي البلدة يختبئ فيها منشقون ويهاجمون خطوط امداد الجيش. سياسيا دعا المجلس المركزي للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سوريا (تضم مجموعة أحزاب) السلطات السورية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية مستعجلة ذات صلاحيات واسعة. وطالب المجلس المركزي في مؤتمر صحافي عقده امس في دمشق «السلطات السورية الى التعامل الجدي والسريع مع هذه الدعوة، وكذلك قوى المعارضة الوطنية للتفاعل الايجابي مع هذا المقترح لان الوطن اهم من المعارضة ومن المولاة». وقال امين مجلس حزب الإرادة الشعبية قدري جميل إن «مطلب حكومة وحدة وطنية هو المخرج الوحيد للأزمة في سوريا واي مخارج اخرى هو تعقيد للأزمة واطالة امدها ورفع تكلفتها من دماء السوريين وهدر لقوة البلاد وثرواتها».واعتبر جميل ان دعوة المعارضة الى اضراب عام في سورية والتوجه نحو العصيان المدني «هو تعطيل للحياة العامة في سوريا وليس لصالح الحراك الشعبي السلمي ويعود بالضرر على المواطنين وهذا لن يضعف النظام.. ونحن ضد هذه الدعوات».من جانبه أكد رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي علي حيدر على أن «حكومة الوحدة الوطنية التي نطالب بها من اول مهامها رفع العنف وانهاء المظاهر المسلحة والتحضير لمؤتمر حوار وطني يضم كل مكونات الشعب السوري (النظام والمعارضة والحراك الشعبي) لأن ذلك سيشكل المخرج الحقيقي للأزمة». وانتقد حيدر دور الجامعة العربية بالأزمة السورية، معتبراً انها «التفاف على الدور الروسي وان الجامعة لا تنجز حل الازمة، وتعمل على تفجير الأزمة والذهاب بها نحو التدويل».