أقر وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي في ختام أعمال اجتماعهم الثلاثين في أبوظبي الذي ترأس خلاله وفد المملكة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية إنشاء جهاز للشرطة الخليجية، كما أقروا استحداث لجنة أمنية دائمة من وزارات الداخلية في الدول الأعضاء، تُعنى بالأمن الصناعي وحماية المنشآت الحيوية، وأكدواأهمية تحديث وتطوير الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون بما يواكب المستجدات والقضايا الطارئة. وعبّر الوزراء عن بالغ شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على استضافة اجتماعهم الثلاثين، وما لقوه من كرم الضيافة وحسن الوفادة، ولوزارة الداخلية بالإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها سمو الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وكبار مساعديه على جهودهم في الإعداد والترتيب المتميز لعقد هذا الاجتماع، وهذا ما أسهم في نجاح أعماله. وزراء الداخلية الخليجيون يهنئون الأمير نايف بالثقة الملكية ويدينون مخطط ورفع الوزراء أسمى آيات التهاني والتبريكات في بيانهم الختامي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وإلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وأولياء العهود بمناسبة الذكرى الأربعين لليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة متمنين لها المزيد من التقدم والازدهار. ورحب الوزراء بقرار صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بتشكيل لجنة وطنية لتنفيذ التوصيات الواردة في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، داعين الله عز وجل أن ينعم على مملكة البحرين وجميع دول المجلس بالأمن والأمان والرخاء والاستقرار. وهنأ الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود بثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله باختيار سموه ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، داعين الله عز وجل أن يوفقه لحمل الأمانة وأن يمده بعونه وأن يمتعه بالصحة والعافية. واستعرض الوزراء مسار التنسيق والتعاون الأمني في ظل المستجدات والأحداث الأمنية المتسارعة إقليمياً ودولياً وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس، وأبدوا ارتياحهم لما تحقق في هذا المجال من إنجازات وخطوات تعزز مسيرة العمل الأمني المشترك. اغتيال السفير الجبير ويرحبون بتدشين مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب وفي مجال مكافحة الإرهاب، أكد الوزراء مواقف دول المجلس الثابتة التي تنبذ الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه وأهدافه، مرحبين بتدشين مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب في نيويورك الذي يأتي إنشاؤه تتويجاً لمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته المملكة العربية السعودية في شهر فبراير من العام 2005م، معبرين عن أملهم في أن يسهم إنشاء هذا المركز في معالجة أسباب ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها ومكافحتها، وتعزيز الجهد الدولي في دعم واستقرار الأمن والسلم الدوليين. ودان وزراء الداخلية مخطط اغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن، عادين ذلك انتهاكاً سافراً، ومرفوضاً لكل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية، مؤكدين وقوفهم إلى جانب المملكة العربية السعودية في أي إجراءات قد تتخذها في هذا الشأن، وأشادوا بالدعم غير المحدود الذي تقدمه دولة قطر لمركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وبيقظة الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية ونجاحاتها المتواصلة في ضبط العديد من الأشخاص المتورطين في تهريب وترويج آفة المخدرات وكشفها لحيلهم الملتوية والمبتكرة لتهريبها. واطلع الوزراء على نتائج الندوة الدولية الثانية للشرطة في دول الخليج والعالم التي أقيمت في مدينة أبوظبي خلال شهر ديسمبر 2011، ووافق أصحاب السمو والمعالي الوزراء من حيث المبدأ على إنشاء جهاز للشرطة الخليجية على أن يجتمع قادة الشرطة في دول مجلس التعاون لاستكمال دراسة الموضوع من مختلف جوانبه وعرض ما يتم التوصل إليه على الاجتماع القادم لوكلاء وزارات الداخلية بالدول الأعضاء، وأقروا استحداث لجنة أمنية دائمة من وزارات الداخلية في الدول الأعضاء، تُعنى بالأمن الصناعي وحماية المنشآت الحيوية، مؤكدين أهمية تحديث وتطوير الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما يواكب المستجدات والقضايا الطارئة، وحثوا اللجان المختصة على استكمال دراسة مرئيات وملاحظات الدول الأعضاء على مشروع الاتفاقية الجديد للخروج بصيغة نهائية تمهيداً للتوقيع والمصادقة عليها من قبل جميع الدول الأعضاء، وأكد الوزراء أن أمن دول مجلس التعاون هو كيان واحد وأن أي تهديد لأمن أية دولة هو تهديد لأمن دول المجلس جمعاء. وفي ختام الاجتماع رفع أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية برقيات شكر وتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وللفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولسمو الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على ما لمسه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية من حسن وفادة وكرم ضيافة وترتيب وإعداد متميز لهذا الاجتماع، متطلعين إلى عقد اجتماعهم القادم في المملكة العربية السعودية. الجلسة الافتتاحية وكان وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون بدأوا في وقت سابق أمس أعمال اجتماعهم الثلاثين في قصر الإمارات في أبوظبي. وفي مستهل الجلسة الافتتاحية، ألقى الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الاجتماع كلمة رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوفود المشاركة في الاجتماع مقدما شكره وتقديره لهم على جهودهم المتميزة وتعاونهم الصادق للخروج بهذا الاجتماع بالشكل الجيد، متمنيا أن تنعم شعوب ودول المجلس بمزيد من نعمة الأمن والأمان، وقال: «إن التحديات التي يشهدها العالم اليوم تتطلب مزيدا من العمل الدؤوب لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية التي تعصف بالعالم أجمع، مبينا أن الاجتماع يحفل بالعديد من الموضوعات أهمها تعزيز التنسيق الأمني المشترك بين دول المجلس. كلمة الأمير أحمد ثم ألقى الأمير أحمد بن عبدالعزيز الكلمة التالية: «يسرني في البدء أن أنقل لكم تحيات وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وتمنياته الصادقة لاجتماعكم بالتوفيق والنجاح، وقد كان بود سموه مشاركتكم في هذه المناسبة إلا ان مشاغل وارتباطات سموه حالت دون ذلك، كما يسرني أن أرفع وافر الشكر وعظيم التقدير والامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، والشكر موصول لأخي سمو الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة على حسن الترتيب والإعداد لهذا الاجتماع، كما لا يفوتني تهنئة الجميع بالذكرى الأربعين لليوم الوطني لدولة الإمارات الشقيقة، فنبارك لحكام وشعب دولة الامارات بهذا اليوم الأغر الذي سعدنا به ونحن بينكم في بلدنا الإمارات في هذه المناسبة الطيبة، ينعقد اجتماعنا هذا في ظل ظروف إقليمية دقيقة وحساسة ومتغيرات متسارعة يعيشها محيطنا الإقليمي، وتهديدات مجاورة مقلقة مما يحتم علينا بذل قصاري الجهود كمعنيين بالشأن الأمني لتحصين مجتمعاتنا ما تواجهه من مؤامرات ودسائس وتدخلات تهدف للنيل من أمنها واستقرارها؛ وذلك من خلال زيادة تفعيل آليات التعاون والتنسيق المشترك فيما بيننا لمواجهه هذه الظروف والتحديات. «إن إدراك قادتنا حفظهم الله لأهمية الإنسان في بلداننا وتطلع مجتمعاتنا للحفاظ على مكتسباتها أسهم في تقوية لحمة شعوبنا وحرصها على وحدة مجتمعاتنا. لقد عانت المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة من الإرهاب بمختلف أنواعه وكانت هدفا لفئة من المجرمين الذين ضلوا الطريق وتعاهدوا مع الشيطان في سبيل تدمير مقدرات البلاد وزعزعة استقرارها؛ إلا أنه وبفضل من الله وعونه استطاعت المملكة التصدي لهذه الفئة الباغية ومحاربة الفكر الذي تنتمي إليه واحباط العديد من المخططات الإرهابية التي لو كتب لها النجاح لكانت الخسائر فادحة وكما هو الحال في مواجهة ظاهرة الإرهاب فقد حرصت المملكة على القيام بدور ريادي للتصدي لمشكلة المخدرات لما لها من أضرار وخطورة بالغة على الفرد والمجتمع. ورغم ذلك فإن المملكة هي جزء من منظومة دولية وإقليمية ولا يمكن لها أن تقوم بدورها بشكل منفرد ويستحيل عليها أن تحقق النتائج المرجوة لوحدها الأمر الذي يتطلب تظافر جهودنا جميعا لمحاربة كل ما يهدد أمن وسلامة أوطاننا، يشتمل جدول أعمال اجتماعنا على العديد من الموضوعات والقضايا الأمنية التي تهم مجتمعاتنا ودولنا ومن أبرزها توصيات فريق الخبراء والمختصين لدراسة تحديث وتطوير الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس التي يتوجب تحديثها وفقا لمتطلبات المرحلة الحالية مع عدم الإخلال بمرتكزاتها الأساسية التي بنيت عليها، وأنا على يقين أننا بعون الله وتوفيقه قادرون على اتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها تلبية طموحات شعوبنا ومجتمعاتنا والمحافظة على أمنها واستقرارها. وفي الختام أكرر شكري وتقديري لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا على استضافتهم الكريمة لهذا الاجتماع، سائلا المولى عز وجل أن يتمخض عن لقائنا هذا قرارات وتوصيات بناءة وفعالة تسهم بإذن الله في تعزيز مسيرة الأمن والأمان والنماء لكافة شعوب المنطقة». كلمة الشيخ راشد آل خليفة ثم ألقى الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بمملكة البحرين كلمة قدم فيها التهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة اختياره وليا للعهد في المملكة العربية السعودية وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية متمنيا له التوفيق في حمل الأمانة، سائلا الله عز وجل أن يمده بالصحة والعافية. كما هنأ دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا بمناسبة اليوم الوطني الأربعين متمنيا لدولة الإمارات وشعبها مزيدا من التقدم والازدهار، وتحدث معاليه عن المخاطر الإرهابية التي تعرضت لها مملكة البحرين وإحباط مخططات إرهابية بالتعاون مع دولة قطر، مما يعزز التعاون الدائم والمستمر بين دول مجلس التعاون. وتمنى الشيخ راشد التوفيق لهذا الاجتماع، وأن يخرج بتوصيات تسهم في حفظ أمن وسلامة دول وشعوب مجلس التعاون. بعدها ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت الشيخ أحمد الحمود كلمة قدم فيها التهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة اختياره وليا للعهد في المملكة العربية السعودية وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية، داعيا الله العلي القدير أن يمده بعونه وتوفيقه ويمتعه بوافر الصحة والعافية، كما هنأ دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا بمناسبة اليوم الوطني الأربعين، متمنيا لدولة الإمارات وشعبها مزيدا من التقدم الازدهار، وقال: "إن المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة تتطلب مزيدا من التعاون بين دول المجلس لتلبية احتياجات ومتطلبات هذه المرحلة وحماية أوطاننا وأمننا». كلمة الزياني بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة بين خلالها أن الاجتماع سيناقش عددا من الموضوعات المهمة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول المجلس. وقدم التهئنة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة اختياره وليا للعهد في المملكة العربية السعودية وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية، مبتهلا إلى الله أن يعينه في حمل الأمانة العظيمة. وهنأ دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا بمناسبة اليوم الوطني الأربعين، متمنيا لدولة الإمارات وشعبها مزيدا من الرقي والتقدم، وأشاد معاليه بالحرص والتعاون الدائم بين الأجهزة الأمنية في دول المجلس من أجل مواجهة جميع التحديات الأمنية، مشيرا إلى أن الاجتماع ينعقد وسط ظروف بالغة الدقة والحساسية في المنطقة تتطلب مزيدا من الجهود والتعاون بشكل مستمر ومضاعف بين الأجهزة الأمنية. وبين الزياني أن الاجتماع يحفل بالعديد من الموضوعات التي ناقشها ورفعها وكلاء وزارات الداخلية بدول المجلس. بعد ذلك كرم أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الفائزين بجائزة التعاون لدول الخليج العربية للبحوث والدراسات الأمنية، ثم بدأت الجلسة المغلقة، بعدها تناول أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية طعام الغداء الذي أقامه سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية والمتحدة تكريما لهم ولمرافقيهم. عودة الأمير أحمد للرياض إلى ذلك، وصل صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية إلى الرياض مساء أمس بعد أن ترأس سموه وفد المملكة المشارك في الاجتماع . وكان في استقبال سموه بمطار قاعدة الرياض الجوية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز وعدد من أصحاب السمو الأمراء . كما كان في استقبال سموه مساعد المشرف العام على مكتب سمو وزير الداخلية الأستاذ إبراهيم الداوود وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين . وقد وصل في معية سمو نائب وزير الداخلية الوفد الرسمي المرافق لسموه .