تفاعلاً مع ما نشرته الرياض وجه " قراؤها " من خلال موقعها الالكتروني انتقادات لاذعة لمنظمات حقوقية الإنسان السعودية على خلفية ما نشرته في عددها 15869 الصادر قبل أمس الاثنين تحت عنوان " 3 جهات تتقاذف مسؤولية حماية 3 شقيقات من عنف والدهن " وعلى وجه الخصوص هيئة حقوق الإنسان جراء بقاء قضية الفتيات الثلاث قرابة العام لدى الهيئة دون أن تتخذ إجراءات تحمي بها الفتيات ، وظلت تماطل في الأواني الأخيرة تحت مظلة عدم وجود القرائن على العنف ومدى صحة ادعائهن ودورها الرقابي . قارئ ينتقد الوضع الاجتماعي قائلاً : الرجل يتحرج من ذكر اسم زوجته وآخر يقول «المرأة وأنت بكرامة» ..وحقوق الإنسان لا تستقبل إلا مصاباً ينزف دماً أو مشلولاً ليصدقوه المعلقون أكدوا على ضرورة معاقبة المقصرين في حمايتهن بعد لجوئهن لهيئة حقوق الإنسان مطلع العام الهجري الماضي ، منددين بأنظمة المنظمات الحقوقية التي وضعت الدليل على العنف من وجود كدمات وغيرها شرطا لحماية المعنفة ، فيما دون قارئ في هذا الشأن قوله " حقوق الإنسان لا تستقبل إلا واحدا إما يكون ينزف دما أو مشلولا ليصدقوه " أما احد القراء وصف قبول مثل هذه الحالات بقوله " الشؤون الاجتماعية لا تقبلهن إلا ان يكن مضروبات أو مكسرات الأضلع واليدين والرجلين والدماء تسيل من أجسادهن ". أجمع القراء على ان وجود الفتيات داخل مستشفى عسير المركزي منذ 40 يوما دليل قاطع على تهاون الجهات المعنية بحفظ أمن وحماية المواطن بشكل عام ، فيما وصف موقف هيئة حقوق الإنسان من القضية تجردا وتنصلا عن دورها ، منوهين بمصير الفتيات المعلق بين دخول دار الملاحظة وتبدأ معاملتهن كمجرمات أو الموت بالعودة إلى منزل والدهن في إشارة إلى أن مصير المجني عليه السجن بينما يترك الجاني حرا يمارس حياته الطبيعية . حالات العنف التي شهدتها بعض الفتيات مؤخرا وصفها المعلقون بأنه " وأد البنات " بالطريقة الحديثة في القرن الواحد والعشرين ، وفرض الوصاية عليهن التي قد توكل إلى اشخاص انتهكوا حقوقهن التي كفلها الشرع ، بيد أن جملة قضايا الانتهاكات لم تخرج في مجملها عن حرمانها من النفقة والميراث إلى جانب عضلهن من الزواج والعنف الأسري . وطالب " قراء الرياض " بتدخل المسؤولين بعد أن فشلت الأجهزة المعنية والمجتمع في حماية الشقيقات الثلاث اللاتي تعرضن للعنف لمدة 19 عاما وتوفير الأمن والحماية ، بالإضافة إلى سن قوانين معاصرة تحمي المرأة ولم يعد هناك مجال لأن تضع الجهات الحكومية المعنية حججا واهية وهي تطبيق النظام الذي يحتاج الى إعادة صياغة تتواكب مع واقعنا . ردود الأفعال الغاضبة شددت على أن الأعراف القبلية تحتم على المعنفات عدم الحديث عن ما تتعرض له من انتهاكات حقوقية خشية الفضيحة والسمعة مما يرغم المرأة لتقبل واقعها المرير بكل أبعاده فيما يظل مستقبلها مرهونا بحظها في مجتمعها ، الأعراف سحقت حقوق المرأة في المجتمع بعد أن سجلت حالات العنف جرى التنازل عنها ولم تتجاوز أروقة المستشفى التي عادة ما تستقبل المعنفة في وضع صحي سيىء يجبر الفريق الطبي على وضعها تحت الملاحظة لبضعة أيام لتكشف الفحوصات الطبية الأولية وجود كدمات وحروق نتيجة عنف اسري في الغالب تعترف الفتاة بها وتطالب بالتنازل خشية من ردود أفعال المجتمع والقبيلة ومن ثم الأسرة التي ستعود لها . القراء يجمعون على ان وجود «المعنفات» في المستشفى منذ 40 يوماً دليل على تقصير الجهات المعنية في مسؤوليتها الاجتماعية التنازل عن القضية لم تكن الأعراف الاجتماعية وحدها من تقف خلف ذلك بيد أن عدم وجود خيارات آمنة توفر لها حياة كريمة من دور إيواء تحفظ لها كرامتها وتمارس حياتها الطبيعية من التعليم والخروج للمناسبات الاجتماعية كان دافعا للتنازل وعودة العنف من جديد واستمراره . المعلقون دونوا عددا من الاقتراحات تتخذها الجهات المعنية للحفاظ على المرأة من العنف لعل سجن مرتكب العنف وجلده إلى جانب أخذ التعهدات عليه بعدم التعرض لهن ومتابعة حالتهن بزيارة كل شهر للتأكد من صحة حياتهن من أبرزها تلك الحلول وتوفير دار ضيافة في كل منطقة من المناطق تخصص للأرامل والمعنفات ، ولفتوا إلى التفرقة تجاه المرأة والتي مازال يتبع فيها الرجل حديثه عن المرأة لأي من اقرأنه عبارة " وأنت بكرامة " . العنف وما يلحق به من توابع أكد " قراء الرياض " بأنه قد يسهم في انحراف الفتاة المعنفة والمحرومة من أبجديات الحياة لتخرج لعالم يستقبلها بدون رحمة ويعمد على استغلالها بطرق غير مشروعة . المنظمات الحقوقية داخل السعودية أخفقت في كثير من الحالات المعنفة التي لم تستطيع أن توفر لها الحماية بل ان عددا من تلك الحالات دفعت بحياتها ثمنا لذلك الإخفاق الذي جعل أولياء الأمور يتمردون في ممارسة العنف وكثيرا ما تعلق المنظمات الحقوقية ذلك الإخفاق بدورها الرقابي فقط دون أن تحرك جهودها وتعيد صياغة دورها الرقابي الصارم لتحقق تداعيات وجودها كمنظمة من ضمن منظمات الدولة . الشقيقات المعنفات مازلن حتى إعداد الخبر يحتمين داخل مستشفى عسير المركزي بانتظار عطف ولاة الأمر عليهن بعد أن تمسكن بمرض الصغرى منهن للبقاء داخل المستشفى التي تعاني من الصرع والاكتئاب جراء ما ذاقته من مرارة العيش على مدار 19 عاما ، لم يكن لهن مأوى سوى دموع حارقة ذرفتها أعين بريئات قدمنا للدنيا مستبشرات بحياة هانئة في ظل والديهن إلا أن القدر عصف بتلك الأحلام وسلب منهن براءة الطفولة ليحرمهن حياة طبيعية ليمضي العنف ويعصف بمصيرهن التعليمي الذي توقف إلى الصف الثاني ثانوي ، ويترك مصيرهن تتقاذفه ثلاث جهات معنية بتوفير الحماية التي لم تتجاوزها مطالبهن وحقوقهن في العيش بحياة كريمة .