لا يمكن حصر الأمور الإيجابية في نادي الهلال إذ هي منذ تأسيسه خلف التوفيق الذي لازمه بعد توفيق الله طوال مسيرته وهي التي أوصلته للزعامة وصنعت شعبيته الجارفة، وجعلت أرقام إنجازاته وبطولاته غير مسبوقة، لكن الأمر الذي لفت نظري نهاية الأسبوع الفائت ولم أستغربه لكن أحببت التطرق له وهو أيضا من جملة العمل الاحترافي الجميل الذي تقوم به إدارة نادي الهلال بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وفريق إدارته والأجهزة الفنية والإدارية خصوصا الكابتن سامي الجابر، والمدير الفني السيد دول الذي لفت نظري وعبر عن ثقافة عالية جماهيرية وإدارية وشرفية، وهو أمر لم الحظه من قبل في أي نادٍ آخر، وربما أرى استحالة حدوثه مع احترامي لجميع الأندية، هو ذلك الجو الديموقراطي الذي عبر فيه الكابتن أسامة هوساوي عن كل ما يجول بخاطره فيما يخص تجديد عقده، وكان بالطبع شفافاً وصريحاً للغاية وهو يعلن مغادرته مقر النادي الأزرق سواءً في يناير المقبل أو بعد انتهاء عقده المتبقي منه حوالي الستة أشهر. كان بإمكان هوساوي أن يكون ديبلوماسياً بعض الشيء ويخفي بعض رغباته تقديراً لمشاعر الجماهير الهلالية والادارة والشرفيين الذين منحوه ما لم يكن يحلم به ودعموه مادياً ومعنوياً وأعطوه الفرصة لاعتلاء المنصات ولم يغضبوا منه وهو يخطىء مرتين آسيوياً أمام ذوب آهن الإيراني والإتحاد، لإيمانهم إن الخسارة يتحملها الجميع بل زادوه ثقة وأعادوا له شارة القيادة التي ستبقى على كتفه إلى أن يغادر مكرماً معززاً رغم أنه كما أشرت غيب الدبلوماسية من حديثه، وهذا حق من حقوقه لإدراكه المسبق بطبيعة ردة الفعل جراء إعلان المغادرة. الإدارة الهلالية وهي تقدم الدروس تلو الدروس عن العمل الاحترافي بدأت تثق في فريقها كما تفعل جماهيره وشرفيوه وتدرك أن الهلال الكيان أبداً طوال تاريخه لم يتوقف على بقاء لاعب أو رحيله والأدلة كثيرة، أجيال إدارية توارثت، وأجيال كروية، والهلال هو الهلال على الدوام في القمة ومن منصة ذهب إلى أخرى وللمجد معه بقية، وهذا نتاج ثقافة نجاح وأفراح وانتصارات لا توقفها صراعات داخلية لان الأجواء نقية الاختلاف لا يوجد على حب وعشق الكيان، ولكم أن تتصوروا لو أقدم لاعب محترف في أي فريق آخر وعقد مؤتمراً داخل أسوار ناديه وأعلن عدم استمراره وأصر على الرحيل، ماذا ستكون ردة الفعل؟!. أترك لكم التعليق..لأن المشهد لن يتكرر أن يتحدث لاعب وبجانبه عضو مجلس الإدارة ومدير المركز الإعلامي ويتحدث بمثل حديث أسامة الذي لست ضده بل هو الصحيح إذا كنا سنطبق العمل الاحترافي بكل بنوده كما هو حاصل في الدول المتقدمة كروياً. أخيراً جراء هذا العمل الاحترافي يذهب الكابتن أسامة للموقع الذي يريده وكل الدعاء له بالتوفيق والنجاح في محطته المقبلة نجمًا كبيرًا وخلوقًا ويبقى الهلال الكيان شامخاً به وبدونه.