يفضل بعض المرضى تناول المستحضرات المحتوية على الفيتامينات ظنا منهم أنها تقي من الأمراض وتجدد النشاط والحيوية، كما يفضلونها على تناول العقاقير الطبية في علاج بعض الأمراض لاعتقادهم أنها مشتقة من عناصر طبيعية غير كيماوية. تتواجد الفيتامينات بشكل طبيعي في كثير من الأغذية وخصوصا الفواكه والخضروات، فالحمضيات مثلا كالليمون والبرتقال غنية بالفيتامين (ج)، والجزر يزود الجسم بالفيتامين (أ) والفيتامين (ب6)، كما أن الأفوكادو يحتوي على حمض الفوليك والفيتامينين (د) و(ي). أضف الى ذلك أن الأسماك غنية بالعديد من الفيتامينات مثل (ب2)، (ب3)، (ب12) والفيتامين (د) الذي يتطلب الحصول عليه أيضا تعرض الشخص لأشعة الشمس بصورة منتظمة. مما لا شك فيه أن الفيتامينات ضرورية لعمليات الأيض والاستقلاب في جسم الانسان لذا فإن نقصها الشديد يؤدي إلى أمراض ومضاعفات خطيرة. فعلى سبيل المثال يسبب عوز الفيتامين ب1 قصورا في القلب واعتلالا في الأعصاب يفقد الانسان القدرة على المشي بشكل سوي، كما أن نقص الفيتامين (أ) الشديد يؤدي إلى العشى أو العمى الليلي. كذلك يسبب عوز الفيتامين (د) ترققا في العظام ومرض الكساح مع أمراض أخرى. يحدث عوز الفيتامينات عند فئات معينة من المرضى كالمسنين مثلا والنباتيين ومدمني الكحول والأشخاص شديدي الفقر والأفراد الذين لا يتعرضون للشمس. كما يمكن أن يحدث كذلك لدى مرضى الغسيل الكلوي والمرضى المصابين بسوء الامتصاص والأشخاص الذين أجروا عملية تحويل مسار المعدة (بهدف تنزيل الوزن) ولدى المصابين بعيوب خلقية في عمليات الأيض. لذا ننصح هؤلاء المرضى بمراجعة الطبيب لمعرفة مدى حاجتهم لاستخدام الفيتامينات. وكما أن نقص الفيتامينات ضار بالصحة، فان زيادة بعض أنواعها وخاصة الفيتامينات (أ، د، ي، ك) عن المستوى المطلوب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، تصديقا لقوله تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر). فتراكم الفيتامين د قد يؤدي إلى زيادة نسبة الكالسيوم بالدم والذي يؤدي بدوره إلى آلام عضلية والشعور بالإعياء والغثيان وإلى الإقياء والإمساك، كما قد يسبب في الحالات الشديدة تخليطاً ذهنياً واضطرابات خطيرة في نظم القلب. كما أن تناول الحوامل للفيتامين (أ) بكميات كبيرة قد يسبب الإجهاض أو تشوهات جنينية. وكذلك الأمر بالنسبة للفيتامين (ي) الذي يؤدي تناوله بكميات كبيرة ولمدة طويلة إلى تعجيل الوفاة. يمكن القول بصورة عامة ان استخدام مستحضرات الفيتامينات غير ضروري عند معظم الأشخاص الذين يأكلون غذاء متوازناً ويتعرضون لأشعة الشمس بانتظام. بل إن استخدام فيتامينات معينة قد يكون ضاراً عند بعض الأشخاص، لذا لا بد من استشارة الطبيب قبل تناول أي من هذه المستحضرات. فقد خلصت دراسة طبية ضمت عددا كبيرا من المريضات الى أن السيدات اللاتي استخدمن عقاقير الفيتامينات المتنوعة لسنوات طويلة عشن لسنوات أقل من السيدات اللائي لم يستخدمنها، مما يدل على أن هذه المستحضرات قد تعجل بالوفاة وخاصة المحتوية منها على حمض الفوليك وفيتامين ب6 والحديد والزنك. كما أن استخدام بعض مستحضرات الفيتامينات المضادة للأكسدة كالفيتامين (أ) والفيتامين (ي) أدى الى زيادة الاصابة بمرض السرطان في بعض الدراسات. لذا لا ننصح باستخدام هذين الفيتامينين عند الأشخاص الأصحاء بهدف الوقاية من الأمراض، لأن ذلك غير مثبت علمياً ولما يحمله استخدامهما من مخاطر محتملة. غير أن تناول الفيتامينات ضروري في بعض الحالات، فتنصح المرأة الحامل مثلاً باستخدام حمض الفوليك الذي ثبت دوره في الوقاية من تشوهات الأنبوب العصبي عند الجنين، كما ينصح المسنون والأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بتناول الفيتامين (د)، نظرا لدوره في الوقاية من هشاشة العظام. ويفيد تناول الفيتامين (ج) كذلك في الوقاية من الزكام، خاصة لدى الرياضيين والأشخاص النشطين الذين يعيشون في البلاد شديدة البرودة، إلا أنه لم يثبت أن لهذا الفيتامين أي دور في الوقاية من الأمراض الأخرى كالسرطان وأمراض القلب. وخلاصة القول، فإننا لا ننصح باستخدام مستحضرات الفيتامينات بهدف الوقاية من الأمراض، خاصة عند الأشخاص الأصحاء ذوي التغذية الجيدة. فهذه المستحضرات لا تضيف أي فائدة تذكر إلى تناول الخضروات والفواكه والتعرض لأشعة الشمس بانتظام، كما أن لها بعض الآثار الضارة. ونود التأكيد على استشارة الطبيب قبل استخدام أي منها. * العيادات التخصصية الشاملة