يقال لهم الغوغاء والدهماء والسوقة والرعاع والهمج والغثراء والهلانث والوخش وبوغاء الناس ورجرجة الناس. جميع هذه الألفاظ تدل على مجاميع سفلة الناس وتجمعهم، وعلى طول ما قرأت في أحداث التاريخ العربي وما كان للغوغاء أو السوقة من أدوار لم أجد لهذه الفئة دوراً مشرفاً يستحق الإشادة أو الثناء بل نجدهم هم من يقوم بالنهب والسلب والتعدي على الأملاك والأعراض والجرأة على الدماء وتذكية النعرات القبلية والمذهبية هذا مسلك الدهماء الذين يشكلون في كل مجتمع نسباً متفاوتة حسب تحضر المجتمع ورقيه.. هذه الفئة موجودة في العشوائيات وبعض التجمعات البشرية؛ مثل تجمعات بعض المهن غير المستقرة وغير المنضبطة بسلطة القانون والنظام ومثل هذه الفئات تحمل الاستعداد القيمي لممارسة الفوضى والتحفز لها عند كل مناسبة مواتية ، هنالك من وعى لأهمية هذه الفئة فاحتوى مسلكها من خلال خطاب مؤدلج بحيث حول النقمة باسم الحاجة إلى نقمة باسم الأيديولوجيا المتبناة و استثمر التعصب الفئوي والقبلي والعرقي والإقليمي بين فئات الغوغاء والسوقة لصالح التعصب الأيديولوجي واستعملوا كمطايا لأهداف فئة معينة أو فئات ما كانت لتصل لأهدافها لو لاهم فهم الوقود المحرك للفوضى الاجتماعية وللنعرة القبلية والتعصب الإقليمي ، وفي تراثنا العربي نجد أقوالاً نثرية ، وحكماً وشعرية ،وأخباراً قصصية تذم هذه الفئة وتحط من قدرها . قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة ، ورعاع همج يميلون مع كل ريح . و يقول خالد بن صفوان: الناس ثلاث طبقات، طبقة علماء، وطبقة خطباء، وطبقة أدباء، ورجرجة بين ذلك يغلون الأسعار، ويضيقون الأسواق، ويكدرون المياه. وغيرها كثير من الأقوال لهذا كانوا يحطون من قدر من يكتب بالعامية بل يحاربونه وما وصلنا من كتابات يسيرة فهو لم يذكر فيه اسم مؤلفه وغالبا عن عمد لأنهم يرون أنه من العار أن يكتب نتاج العامة الأدبي الشفاهي وسيرهم ودورهم في أحداث التاريخ الممتد. PAGE PAGE 2