هلا بذلوك وهلا بها الزول عقب البطا وعقب الأياس ترحيبة القاع.. بالهملول ومْن انطما القشع يبّاسي تقودنا هذه الشمرية إلى ملمح أرشيفي بالغ البهاء.. باتجاه تلك اللحظة التي تختتم فيها آخر فصول الغربة الطويلة.. وتقدمها لنا بثيابها الزمنية وبنفس لون بشرتها الصحراوية.. وسياقها العام الذي يلتقي مع جمال هطول (هملول) على (قاع) يابسة.. استبد بها الظمأ.. حتى صوحت باليبس!! ها هي ترفع رقّة البيت وتستقبل زوجها العائد من رحلة طويلة.. وهو على ظهر ذلوله.. فلا نجد سوى أن نرحب بالذلول أولاً لأنها ترى فيها حيل الإنقاذ.. ثم ترحب بعدئذ بذلك (الزول) الطيف الذي لا بد وأن يكون هو (زول) زوجها الذي كاد أن يعصف به اليأس و(البطا)!!. لا أدري.. ربما تضعنا هذه الصورة في مواجهة عفوية وبدون رتوش مع تلك العواصف المنبتة طويلاً باليأس (بعد البطا) وكيفية ولادة لحظة الظفر بين أكوام اليأس الحزينة.. كما لو كانت لحظة ولادة جديدة ولكن بنفس الذاكرة الأولى. إنها تلك العواطف التي قرر الزمن آنذاك تعطيلها بقوة الضعف.. ضعف أدوات التواصل.. وضعف الأمن.. وضعف الحال.. حينما تعيد استتباب ذاتها في لحظة لقاء خاصة لا يشبهها غير لقاء المطر الناعم بقاع أوجعها العطش!!.