تستهدف مشاريع " القرى والبلدات التراثية " ، التي تنفذها الهيئة العامة للسياحة والاثار ، في مرحلتها الأولى خمس قرى على مستوى البلاد ، وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ، وتأتي القرى الخمس التي شملتها المرحلة الأولى كالتالي " البلدة القديمة في محافظة جبة (100 كلم شمال غرب منطقة حائل)، البلدة القديمة في محافظة الغاط في منطقة الرياض، البلدة القديمة في محافظة العلا في منطقة المدينةالمنورة ، قرية ذي عين في منطقة الباحة، وقرية رجال ألمع في منطقة عسير" . وأكدت الهيئة أن مثل هذه المشاريع تمثل منتجا اقصاديا جديدا يسهم بشكل ملحوظ في دعم اقتصاديات المناطق من خلال ما توفره من فرص عمل وتسويق للمنتجات التراثية لسكان هذه البلدات والقرى. وكذلك زيادة الوعي بأهمية تنمية هذه الأماكن الأثرية وتلافي فقدها ، مما يساهم في استدامة التنمية وتشجيع إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، والتأكيد على أن التنمية السياحية في أي منطقة لا تعتبر هدفاً في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لتحسين وضع المجتمعات في هذه المناطق ومنفعة المجتمع ككل .علماً أن الهيئة قد وقعت في العام الماضي عقود تمويل القرى التراثية في كل من الغاط ورجال ألمع بمبلغ 7 ملايين ريال لكل مشروع مقدمة من بنك التسليف، كما يجري العمل الآن على تأهيل عدد من القرى التراثية مثل قرية ذي عين في الباحة، والبلدات . وذكرت الهيئة أنه قد تبين من خلال الدراسات التي أجرتها نجاح الجدوى الاقتصادية من هذه النوعية من المشاريع ، وأنها تتحمل المخاطر التي قد تتعرض لها أثناء التشغيل، كما أن عائداتها عالية نسبياً، إذ من الممكن أن تنافس الفنادق ووحدات الإقامة التقليدية، مما يجعلها جاذبة للسائح المحلي (السعودي والمقيم). إضافة إلى دورها الهام في اقتصاديات المناطق. وكل ذلك يجعل من مشروع تنمية القرى التراثية تجربة فريدة، تتيح للسائح تجربة حياة الفلاحين خلال عطلة نهاية الأسبوع أو إجازته الصيفية، وذلك في إحدى الاستراحات الريفية المنتشرة في الحقول الزراعية بجازان والقصيم والأحساء، بعيداً عن تلوث المدن الناجم عن أدخنة المصانع وعوادم السيارات وأبواق المركبات العالقة في الاختناقات المرورية. يذكر أن الهيئة تسعى من خلال تنمية القرى التراثية إلى ضمان توافر الخدمات الأساسية اللازمة في القرى والبلدات التراثية مثل الطرق ومركز الزوار، وتهيئة ممرات لحركة السياح داخل القرية، وأماكن للجلوس، ومطاعم ومقاهٍ وتموينات، ودورات مياه، ومحلات بيع المنتجات المحلية، بالإضافة إلى الإنارة الخارجية للمباني التراثية، مما يشجع السياح على زيارتها، ويساهم في قضاء جزء من برنامجهم السياحي داخل هذه القرى، مما يعود بالفائدة الكبرى على السكان المحليين، ويشجع الأسر على العمل في إنتاج ما يطلبه السائح من مأكولات ومشروبات محلية وبيع للمنتجات الزراعية والحيوانية، والمنتجات الموسمية، ويشجع الحرفيين على العودة إلى ممارسة أعمالهم الحرفية. البلدة التراثية في ظهران الجنوب