يحسب للهلاليين على الرغم من الفوز العريض على منافسهم النصر اول من امس انهم لم يندفعوا خلف (الثلاثية) المستحقة ويصفوا فريقهم بالخرافي الذي لا أحد يقف في وجهه، انما كانت ردة فعلهم بداية بالرئيس الامير عبدالرحمن بن مساعد مرورا بالمدرب الالماني توماس دول ونهاية بالمشرف العام على كرة القدم سامي الجابر في منتهى العقلانية والهدوء واحترام الفريق الاخر والتأكيد على ان النصر فريق كبير وخصم عنيد والتشديد ايضا على ان الامر برمته لايتجاوز الفوز بالنقاط الثلاث والمضي قدما نحو صدارة دوري (زين)، وهذه قمة الاحترافية والتعامل مع الاحداث المهمة بمفهومها الصحيح والتأكيد على ان الاتجاه صوب النجاح لايأتي بالتصريحات خلف الانتصارات وتصوير الخصم بالفريق الاقل حضورا وامكانات وعناصر، ولكن بالعمل والاعتراف بالواقع يعني بتعزيز ادوات النجاح وعلاج السلبيات. وما يحسب للرئيس الهلالي الذي لم يأخذه كبرياء الانتصار الكبير اعترافه بأن فريقه لم يقدم المستوى المأمول وهذه قمة الإدراك بالواقع والتمسك بقناعة ان الهلال لو كان في حضوره المعتاد لما خرج بأقل من خمسة اهداف، ودول هو الآخر شدد على ان خصمه قويا وانه يستغرب تواجده في المركز السابع، في الوقت الذي بعث الجابر برسالة قوية الى انصار فريقه الذين ربما لاتروق لهم هذه الرسالة عندما قال (ان الهلال فمستواه الحالي غير مؤهل للدخول في المنافسة على البطولة الاسيوية). هذه الاعترافات بتواضع الاداء وغياب الفريق عن مستواه المعروف وعدم التباهي بتجديد التفوق على المنافس التقليدي بنتيجة 3-صفر هي الطريق الى النجاح والحفاظ على الالقاب اذا ما سارت ادارة الهلال وجهازاه الفني والاداري على تلمس واقع الفريق والقراءة الجيدة لاحواله بعيدا عن الاندفاع خلف الانتصارات التي يسجلها الفريق الى ان وصعته اول من أمس (الخميس) في الصدارة، ايضا ما يسجل للادارة الهلالية والجهاز الاداري للفريق انهما وقفا بجانب المدرب الذي اصر على ابعاد الكاميروني ايمانا حرصا منه على فرض الانضباط على الرغم من ان المباراة امام الفريق المنافس والبحث عن الانتصار يعني التنازل عن اشياء كثيرة حتى لا تحدث الشوشرة ويهتز اداء الفريق، وهذه (المناصرة الادارية) سيكون لها اثار ايجابية، اولها احترام اللاعبين للمدرب وثانيها انه مهما كانت مكانة اللاعب محليا ام اجنبيا والمبالغ التي صرفت على التعاقد معه لايمكن ان تجعله يخرج عن النص ويضع نفسه في برج عاجي بعيدا عن العقوبة متى ما اخطأ. ايضا يحسب للادارة الهلالية حتى وان اختلفنا معها في مرات سابقة ان لغتها في التصريحات عبر مختلف المنابر الاعلامية دائما ما تكون مثالية وراقية عن الخصم والتحكيم وكل ما يتعلق باطراف اللعبة، حتى وفريقها يغربل منافسيه ويقف لوحده في المنصات لم تستخدم العبارات التي تستهدف (التقزيم) من الخصوم وتكرار نبرة (رددنا على المشككين)، انما تدع عملها يرد بالنيابة عنها، وهذه نتيجة التعامل مع الاحداث والنقد الهادف الموجه لها بواقعية اعتبار يهدف الى تقويم العمل ولاينال من الاشخاص.