عندما توقفت أمواج المد بإحدى الجزر الهندية وجد جيمس ماثيو نفسه محاطا بالجثث ولم يكن هناك أي شيء في الافق فيما عدا بحر متلاطم الامواج حيث أن جميع المباني الواقعة على الجزيرة قد سويت بالارض. وقالت تقارير امس أن ماثيو (42 عاما) كان الناجي الوحيد في جزيرة هندية يبلغ عدد سكانها 600 شخص جرفتهم أمواج المد العاتية في 26 كانون الاول - (ديسمبر). وكان يتناول جوز الهند للبقاء على قيد الحياة وكان يدعو يوميا أن يأتي أحد وينقذه وعثر طاقم بحري هندي عليه وهو بالكاد يتنفس في جزيرة كاتشال بالخليج الغربي وهي جزء من منطقة أندامان الخاضعة لسيطرة الهند وأرخبيل نيكوبار في خليج البنغال. وقالت وزارة الداخلية امس إن محصلة القتلى في مختلف البلاد ارتفعت إلى 9,682 شخصا ومازال 6,011 شخصا في عداد المفقودين من بينهم 5,638 شخصا من منطقة أندامان. وكان ماثيو يقيم في مجموعة من الجزر حيث مازال 4,657 شخصا في عداد المفقودين وعندما وصل عمال الاغاثة إلى جزيرته التي يقطنها 600 شخص كانوا يبحثون فقط عن ناجين في إحدى المنارات. ونقلت صحيفة (تلغراف) عن مسؤول القيادة البحرية راجيف شارما قوله أنه «من المستحيل العثور على أحياء هناك». وبينما كان عمال الاغاثة يسيرون وسط الانقاض سمعوا صوت استغاثة بالهندوسية وفجأة رأوا شيئا يتحرك لقد كان رجلا يلوح بثوب أبيض وقال لعمال الاغاثة إنه الناجي الوحيد من الكارثة وكان رأى زوجته التي جرفتها مياه المد هي وأطفالها الثلاثة. وقد تسلق جذع شجرة عندما وجد أمواج المد تدمر الجزيرة وعندما توقفت جاب مختلف أنحاء الجزيرة ولم يشاهد سوى جثث وسار نحو حاجز المياه غير أنه لم يجد شيئا باقيا منه وكان يأمل أن ترصد مكانه سفينة أو مروحية. ونقل عن ماثيو قوله أن «الليالي كانت مرعبة وكانت الايام صعبة.. لقد ربطت ثوبا أبيض ووضعته فوق جدول مياه صغير على أمل أن يراه أحد. لقد كدت أن أفقد الامل لكن الله أرسلكم لي». وقالت صحيفة (هندوستان) إنه في إقليم ناجاباتينام كانت الجثث النتنة أهدافا سهلة للكلاب الضالة وقال سكان محليون أن حيواناتهم الاليفة كانت تأكل لحم البشر وربما من اصحابها وتصبح أكثر عنفا ما يجعلها تهاجم القرويين العائدين إلى ديارهم. ونقل عن المسؤولين الحكوميين قولهم إن الكلاب ستقتل إذا شكلت خطرا على المجتمع.