تذمر بعض أهالي "بريدة" من سوء الحماية ووقاية المارة من خطر أعمال الحفريات في الطرق العامة، والتي يغفل فيها المقاولون المسئولون عن تنفيذها بوضع الحواجز الخرسانية ووسائل التنبيه، مما جعل هذه الحفريات هاجساً لعابري الطريق، بعد سقوط سيارات، وسائرين بالأقدام، كان قدرهم أن يلقوا حتفهم بين أحضان أنابيب ماء، أو أسلاك كهرباء. وأكد "م.عبدالعزيز السحيباني" على أن التذمر من الحفريات يأتي من غياب التنسيق بين الجهات الخدمية التي تعمل الحفريات؛ مما جعل بعض الشوارع خاضعة لأعمال الحفريات شهوراً طويلة، مشيراً إلى أن عدم وضع وسائل السلامة الكافية حولها يعّد من أبرز الأخطاء القاتلة، مطالباً بتكثيف تلك الوسائل، إلى جانب إنارة المنطقة المحاذية للحفريات، ووضع الاشارات التحذيرية قبل مسافة كافية. وروى "عبدالرحمن" -أحد الناجين من تلك الحفريات بعد سقوطه سهواً في أعماق تجاوزت 12 مترا- أن الحادثة وقعت ليلاً، حيث لم تكن الحواجز آمنة بالشكل المطلوب، مشيراً إلى أنه كان يسير برفقة أشقائه، قبل أن يفترق عنهم ساقطاً إلى الأرض، فلم يستطع أخوانه انقاذه؛ لعمق المسافة، واستعانوا بالدفاع المدني، الذي أخرجني وأنا أعاني من إصابات متعددة، فضلاً عن الغيبوبة التي لم أفق منها إلاّ بعد فترة طويلة، مطالباً الجهات المختصة بالاهتمام في جوانب السلامة حول هذه الحفر الخطيرة، ومعاقبة المهملين، مقترحاً وضع حراسات دائمة أثناء عمل الحفريات للمراقبة أمنياً، ومتابعة حركة المارة. وأشار الرائد "إبراهيم أبالخيل" -الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم- أن كثافة أعمال الحفريات صحبتها تنفيذ جملة من مشروعات البنية التحتية لبريدة وبقية محافظات ومراكز القصيم، خاصة مشروعات المياه والصرف الصحي؛ مما ساهم في ارتفاع خطورة إغفال وسائل السلامة والحماية لهذه الحفريات، وتسبب في كثرة بلاغات السقوط الواردة للدفاع المدني، سواء للأشخاص السائرين بالأقدام، أو السيارات المارة، وبالذات عندما تكون قريبة أو مجاورة للمنازل، ونتج عن عدم الاهتمام بها وفيات أشخاص وإصابة آخرين، وتلفيات لبعض السيارات، منوهاً أن بعض المشروعات تستلزم الحفر العميق، مما يتوجب وضع احتياطات كافية لمنع السقوط داخل تلك الحفريات، موضحاً أنهم يتلقون تقارير من دوريات السلامة العاملة في الميدان تُشير إلى أن الكثير من تلك الحفريات تتوفر جوارها وسائل السلامة المطلوبة، وتصل تقارير عن بعض المواقع التي لم يستكمل فيها الحد الأدنى من عوامل السلامة، وهذه يتم معالجتها لحظة ورود البلاغ للدفاع المدني، أو عند ملاحظة ذلك من قبل دوريات السلامة. وأضاف "م.السحيباني" إلى أن أضرار الحفريات لا تقتصر على وجود الخطر على المارة، بل إنها تُعطل مصالح البعض، وتُغلق مداخل المنازل المحاذية للحفريات، وتعيق الوصول إلى المساجد والمدارس، فضلاً عن سوء إعادة سفلتة الطرق ووعورتها بعد انتهاء أعمال الحفر، والآثار الاقتصادية السلبية على أصحاب المحلات التجارية الواقعة على الشوارع التي تنفذ فيها لطول فترة إغلاق الشوارع. واقترح "م.السحيباني" تشكيل لجنة تنسيق لكل مدينة تحدد سنوياً برنامجا لكل جهة خدمية تنوي إجراء حفريات، بحيث تُعد برنامجاً متوافقاً مع برامج الجهات الأخرى، قائلاً: "يجب تنظيم أعمال الحفريات بحيث يتم وضع نسبة فتح شوارع محددة لكل جهة، ولايسمح بتجاوز نسبة الحفريات المفتوحة طولاً معيناً من كامل نسبة الطول المسموح به للجهة (20% مثلاً) وبهذا يتم تحفيز كل جهة لفتح الشوارع المغلقة وفتح شوارع أخرى مقابلها"، مطالباً بعدم السماح للمقاولين بأن تتجاوز مدة إغلاق التقاطعات أكثر من أسبوع واحد، بدلاً من بقائها أشهراً عديدة، مطالباً بإيجاد آلية لمحاسبة الشركات المنفذة للحفريات وفرض غرامات تأخير (حسب لائحة الجزاءات البلدية) على المقاول الذي يتأخر في إعادة الوضع لما كان عليه، وتتولى إدارات المرور في المدن متابعة وضع وسائل السلامة المطلوبة بشكل تدريجي قبل الحفريات بمسافة كافية. وأشار الرائد "أباالخيل" الى أن المسؤولية مشتركة بين الشركة المنفذة والأشخاص العابرين في تلك الشوارع، حيث ان بعض الحفريات تتوفر جوارها وسائل سلامة كافية، لكن بعض المارة لا يعيرها الاهتمام الكافي، مما قد يعرضه للخطر، منبهاً أولياء الأمور بأن يحرصوا على متابعة أبنائهم، وعدم السماح لهم باللعب قرب هذه المواقع، موضحاً أن بعض المقاولين لا يؤمّن المواقع بوسائل سلامة كافية، مما يتطلب الأمر تدخل الدفاع المدني بطلب سرعة استكمال متطلبات السلامة، ويتم تطبيق لائحة النظر في مخالفات نظام ولوائح الدفاع المدني على المقاول المخالف، مؤكداً على أنهم يضعون مصدّات وحواجز تمنع سقوط الأشخاص والمركبات، إلى جانب وضع أشرطة تحذيرية ولوحات تحذيرية قبل موقع الحفر بمسافة كافية، والتشديد على الشركات المنفذة بسرعة دفن الحفريات فور الانتهاء منها. حفريات عميقة تهدد سلامة المارة في بريدة (عدسة: فهدالفيفي)