لا شيء يستحق البقاء هنا ... " ذات وحدة ظلماء ... عاهد نفسي إن رحلت عن مدينتي فلن أعود لها أبداً ...." . .... ومضت السنين خلفي .... وحتى الآن ما زال العهد قائماً ! ... -1- سافرت كثيراً ، ووجدت أغلب مدن سفري تفتح ذراعيها لتحتضني ، وحين أعود إلى مدينتي أجدها كما هي تمارس عنادي ، فأفتح ذراعي لها شوقاً ومحبة لأحتضنها ، فتكف النظر نحوي ، وتحتضن غيري ، لأفكر مرة أخرى في السفر حينما تعانق ذراعي الهواء . -2- صغرت في مدينتي حتى أصبحت لا أشاهد !... وكبرت في المدن البعيدة والغريبة ، لأكون إنسان يعرف ما يليه وما يكون خلفه !... ففي مدينتي التي تركتها خلفي لم يكن لأسمي نداء ، وفي هذه المدن سمعت أسمي كثيراً من خلفي ومن أمامي ... مشكلة أسمي في مدينتي ... أن الأسماء تتشابه .... والأجساد تختلف !.... -3- قال لي البعض .... = لا تبتئس ... أرحل إلى حيث تريد ... شملتهم بنظرة طويلة وقلت :- = سأرحل عن مدينتي إلي مدينتي ... سأرحل إلى حيث أمي ... تركتهم خلفي .... واتجهت إلى المقبرة !.... -4- أحدهم قرأ أحرفي بتمعن شديد ، ثم سألني سؤالاً غير متوقع :- = هل لديك أخوان ؟!.... صدمت بسؤاله ، ولزمني الصمت والذهول طويلاً، فقد كان سؤاله هو أصعب سؤال في حياتي !...