جاء المدرب البرتغالي ماريانو باريتو لتدريب القادسية دون اهتمام إعلامي، وظل بعيدا عن حسابات النقاد، ولم تكن التوقعات تشير إلى نجاحه، نظير افتقاده العديد من عناصره في الموسم الماضي لانتقال بعضهم وانتهاء إعارة آخرين. ولم يتوقع أحد أن يسجل ماريانو نجاحاً في تطوير مستوى الفريق وفي فترة قصيرة من إشرافه على القادسية؛ فقدم مع بداية الدوري انضباطاً تكتيكياً ونظاماً صارماً للاعبين، وألغى احتكار المراكز، وأوجد شعار "تمثيل الفريق للاعب الأفضل، ورغم تواضع النتائج في الجولات الأخيرة بالخسارة من الاتحاد صفر -8 وأخيرا من الرائد بهدف وحيد إلا أن ذلك لم يقلل من القناعة بتطور الفريق. "دنيا الرياضة" التقت المدرب وأبحرت معه في شؤون القادسية ليكشف أهم مسببات مشاكله عبر الحوار التالي: ٭ كيف وجدت القادسية عند توليك مهمة تدريبه؟!. الدفاع أرهق القادسية والمنتخبات السعودية ضيعتنا - البداية كانت صعبة للغاية بسبب عدم معرفتي باللاعبين، غير أن مجيئي في باكر للإعداد أراحني كثيرا في التعرف على إمكانياتهم، والعمل وفق منهجية تناسب القدرات التي يمتلكها النادي، وفي المعسكر عملنا على تصحيح مفاهيم عدة أهمها أن الفريق قادر على تغيير صورته واللعب بتفكير مختلف عما كان عليه في الموسم الماضي، ونجحنا في تحفيزهم وان اللاعب بعطائه سيحتل مركزه داخل الملعب وليس باسمه وأدائه السابق. ٭ وكيف كان تقبل اللاعبين لهذه الرؤية التدريبية؟. وجدت تجاوبا كبيرا واكتشفت أن لدى اللاعبين روحا عالية وعشقا للتحدي في الوصول لتحقيق الهدف، وهذه الإيجابية حفزتني كثيرا لاختصار مسافة عملي بالتغيير نحو الوصول للمرحلة المطلوبة في وقت قصير، الفريق يقدم مستويات إيجابية ولاتعني خسارتنا من الاتحاد بثماني نقاط تحول عكسي، إنها حالة استثناية ولايقاس عملنا على نتيجة مباراة واحدة لها ظروفها وأخطاؤها. ٭ ألم تشعر بالخوف من الفشل مع القادسية لتجارب مدربين سبقوك؟. - المدرب الذي يجعل الخوف والإحساس بالفشل يتسرب إلى نفسه لا يصلح أن يكون مدرباً، أنا مدرب مغامر وأعشق التحدي، وقبولي لمهمة تدريب القادسية كانت تحدياً مع نفسي؛ خصوصا بعد ما قرأت عن الفريق وما تعرض له قبل إشرافي عليه، وهذا بعث في نفسي الأمل أن أحرص وأجتهد في عملي للوصول بالقادسية إلى المنافسة وعمل فريق مكافح ومجتهد وقد نجحنا بفضل التعاون الكبير فيما بيننا. ٭ يثار أن هناك تدخلات في عملك من قبل الإدارة. ما تعليقك؟. روح اللاعبين سهلت المهمة والشباب لا يستحق الفوز - هذا الكلام غير صحيح وهو من أجل التأثير على عملنا، بعد أن رأوا الفريق يحقق الانتصارات، ومثل هذا العمل مكشوف ولن يؤثر علينا. وأنا المسؤول الأول والأخير عن كل صغيرة وكبيرة في الفريق، الإدارة لم تتدخل؛ بل وفرت لنا الدعم والاهتمام الكبير وفقا لإمكانياتها المادية، الفترة المقبلة سيكون وضع الفريق بشكل أفضل. ٭ هل أنت راض عما قدمه القادسية حتى الآن؟. - لا . . لست راضيا وطموحي أكبر مما تحقق، وإن كان جيدا، لأنني أعرف إمكانات فريقي وأدرك تماماً أن القادسية قادر على تقديم ما هو أفضل وأن النتائج التي حققها ليست المطلوبة؛ لكن الظروف والإصابات حرمتنا من الفوز في مباريات كنا فيها الأفضل، كما حدث أمام الشباب والاتفاق. ٭ خسرتم في بداية الدوري في (دربي) الشرقية الم يكن ذلك محبطا؟. -خسارة مباراة لا تعني الإحباط كونها البداية، والفرصة سانحة للتعويض وتصحيح الأخطاء، وقد عملنا على ذلك بعد أن كسبنا احترام الجميع بفريق معظم لاعبيه شباب ولأول مرة يلعبون في دوري "زين" وهذا الاحترام شجعنا على مضاعفة عملنا لتحسين مستوانا. ٭ ما الذي قدمته لك الإدارة حتى حققت هذه النتائج؟. - يكفي أنها تسعى دائما لتحقيق احتياجاتنا وفقا لقدراتها المالية، وأنها وفرت المكافآت بشكل منتظم، والأهم من هذا كله وفرت الجو المناسب للعمل بعيدا عن التدخل والضغط النفسي، فالمشرف على الكرة عبدالعزيز الموسى رجل يعمل ويدعم الفريق ولا يحب الخطأ، ترك الأمور الفنية للجهاز الفني رافضا أي تدخل أو محاولات للضغط وفقا لآراء وانتقادات خاطئة. ٭ ما رأيك في اللاعبين الأجانب الذين يمثلون القادسية؟. - الرباعي الأجنبي كلهم جيدون، فحاج بوقاش من هدافي الدوري، وعبدالوهاب علي مبدع ويجيد اللعب في مراكز عدة، وأوتشينا ووليام يشكلان دعما إيجابيا، الفريق جيد ومشكلتنا في الاحتياط الجاهز؛ إذ نفتقد أكثر من لاعب بسبب المنتخبات وأحيانا تتكالب الظروف ونخسر خمسة لاعبين بداعي الإصابات. ٭ ما تعليقك على اتهامك بالحزم المبالغ مع اللاعبين؟. -الشدة مطلوبة في أي عمل ولكي تفرض الانضباط لا بد أن تكون حريصاً وشديداً في تنفيذ القوانين، ولا أعتبر تنفيذ الأنظمة حزما مبالغا. وهل مطلوب مني التراخي والتساهل في دخول وخروج اللاعبين، وأن أسامحهم إذا لم يؤدوا واجبهم في تنفيذ التدريبات، لو عملت ذلك لضاع الفريق، ولا اتهمت بضعف الشخصية. ٭ قادسية البداية الجيدة تعرض لهزة في الفترة الأخيرة، ألا تخشَ من عدم قدرة الفريق على العودة لنتائجه المرضية، خصوصا بعد هزيمتي الاتحاد الكبيرة ثم الرائد؟. قادرون على تقديم الأدء الجيد، والخسارة من الرائد بهدف يتيم لا تعني أننا سيئون، ولكن يجب علينا توفير الدعم بلاعبين خلال الفترة الثانية من تسجيل المحترفين، فالقادسية فريق جيد ومع مرور الوقت سيكسب اللاعبون الصغار الخبرة، ويقدمون ماهو أفضل مما قدموه في الجولات السابقة، ولعل الأهم من ذلك وهو محل استغرابي غياب المساندة الجماهيرية لهم. ٭ ألا تخشى من وقوع هزة تعيد الفريق إلى حسابات البقاء؟. -دعنا نتفاءل ولا نتشاءم ومثل هذه الأسئلة الافتراضية يجب ألا نطرحها، الدوري الطويل، وستواجهنا مختلف النتائج الجميل منها والمحزن، نحن دائماً نعمل على الأمل الذي يقدمنا إلى الأمام، وليس ما يعيدنا إلى الوراء، وإذا كنت قد قست خسارتنا من الهلال والاتحاد والرائد على أنها مؤشرات سلبية فأنت مخطئ، وماحدث أمام الاتحاد خارج عن الأمور الفنية وهي أخطاء تحدث لأي فريق، والقادسية لم يوفق في تلك المباراة. ثمانية الاتحاد خارج الأمور الفنية والمسؤولون لم ينفذوا مطالبي ٭ ولكن هذا التراجع استمر وخسرتم أخيرا من الرائد الذي حقق أول فوز على حسابكم؟! - نحن نعمل وأحيانا تأتي النتائج عكس مانريد، ومشكلتنا عدم وجود اللاعب البديل، وياسر ترك فراغا كبيرا كونه يلعب في أكثر من مركز، ولعل عدم مشاركة العنصر الأجنبي أثرت كثيرا ورغم ذلك قدمنا مباراة جيدة، لأننا كنا الأفضل والأكثر سيطرة وإذا كنا خسرنا النتيجة، فقد كسبنا تسعة وجوه شابة ستكون رافدا للفريق في المستقبل. ٭ ألا تعتقد بأن هذا التراجع سيعيد القادسية لسيناريو المواسم السابقة بالمنافسةعلىالهبوط؟! -نحن سنواصل عملنا لإعادة الفريق لوضع البداية بمعالجة الأخطاء، وفترة التسجيل الثانية ستفيدنا بتسجيل أكثر من عنصر وفقا لاحتياجاتنا التي باتت واضحة، وكمدرب اعمل دائما بتفاؤل ولا أحب التشاؤم، ومتأكد أن القادسية سيعود ولن ينافس علىالهبوط. * ماذا تنتظر من الإدارة؟. - أن يمدوني بلاعبين سعوديين، كنت أنتظر هؤلاء اللاعبين لكنهم لم يأتوا، للأسف النادي لم يوفر قلب الدفاع الذي كنت أطالب به، لأن مشكلتنا في قلب الدفاع، ودعاني ذلك إلى إشراك لاعب الوسط البحريني عبدالوهاب علي في هذا المركز، نحن لانملك الاحتياط في قلب الدفاع وإصابة سلطان مسرحي تعني مشكلة. ولكنك وافقت على رحيل زكريا الهداف للنهضة؟. زكريا لا يحضر التدريبات الصباحية، ولم يشارك معنا في معسكر الباحة، ويتأخر عن التدريبات مايجعل أداءه أقل، زكريا لم يساعدني كبقية اللاعبين في الارتقاء بمستواه للأسباب التي ذكرتها. وماذا لو رحل ياسر الشهراني في فترة الانتقالات الشتوية؟. أنا تكلمت مع ياسر وقلت له: "الأفضل أن تبقي في القادسية"، ياسر لاعب يمتلك الموهبة لكنه لازال يتعلم والأفضل أن يواصل معنا فعمره 19 سنة، ومن الباكر التفكير في انتقاله لفريق كبير، أرجو أن يتفهم هو وعائلته ذلك، ياسر لاعب من نوعية نادرة لأنه يلعب في أكثر من مركز، وإذا صبر سيصل إلى أوروبا.