تخوف عقاريون في المنطقة الشرقية من ارتفاع اسعار الأراضي والإيجارات في عام 2012م , في الوقت الذي نفد صبر القطاع واستهلك كل ما لديه من منتجات في ظل غياب وتأخر صدور الانظمة والتشريعات التي من شأنها ستخلق منتجات بديلة وجديدة للسوق تتناسب مع المتطلبات الإسكانية المستقبلية. وقال عقاريون ان سوق العقار بالمملكة يترقب صدور الانظمة, واستعد مبكراً لها وأعد الإستراتيجيات والخطط التي تتناسب مع تلك الانظمة وقالوا "الخطط والإستراتيجيات التي تتناسب مع انظمة وتشريعات القطاع العقاري جاهزة في الأدراج وننتظر الإقرار لتطبيقها على أرض الواقع". المري: المزادات العقارية منتج موثوق حافظ عليه عقاريو المنطقة ووصفوا المرحلة المقبلة للقطاع باللعب في الوقت بدل الضائع , معللين ذلك بأن متطلبات المرحلة المقبلة لا تستطيع شركات القطاع تلبيتها حيث اصبحت الحاجة ملحة إلى الانظمة والتشريعات التي طال انتظارها. ولايعول الكثير من المهتمين بالشأن العقاري والمتابعين له بالمنطقة الشرقية كثيرا على المزادات العقارية التي بدأ نشاطها واضحا وكثيفا خلال الربع الأخير من العام الحالي وعللّوا ذلك بأن غالبية المشترين داخل هذه المزادات هم من مساهمين , حيث أن مبتغاهم من هذا الإقبال على شراء هذه الأراضي هو المضاربة بها وإعادة تدويرها بالبيع على المستهلك النهائي بمبالغ مضاعفة, إلا أن بعض العقاريين قالوا " تشتري المجموعات العقارية من المخططات التي تساهم فيها بهدف استثمارها في القطاع الإسكاني خلال الفترة المقبلة". وأوضحوا ل " الرياض", أن المزادات العقارية ساهمت بشكل كبير في تنشيط القطاع العقاري في الربع الأخير من العام الحالي لانها المنتج الوحيد الذي يثق فيه العاملون في القطاع. العبدالكريم: تأخير إقرار الرهن العقاري يعيق الحركة التطويرية لشركات القطاع وأكدوا أن كثرة المزادات التي شهدتها المنطقة دليل واضح على الحركة النشطة التي يشهدها العقار في ظل عدم وجود بدائل اخرى , إلا أن مختصين أكدوا أن كثرة تلك المزادات والتي أُعتبرت روتينا اعتاد عليه العقاريون بعيداً عن التطوير والتحديث في القطاع والمساهمة في حل مشكلة الإسكان سيؤرق المستهلك النهائي ويؤدي إلى تضخم الأسعار. وقد نشطت المزادات العقارية خلال الربع الأخير من العام الحالي في المنطقة الشرقية بشكل كبير وحققت قرابة 3.5 مليارات ريال , ويعود ذلك كما عزاه البعض من المتابعين إلى القوة الشرائية ووجود السيولة بداخل القطاع العقاري ، غير أن محدودي الدخل يجدون أنفسهم أمام عقبة الأسعار المرتفعة والمتضخمة والتي طالت الأراضي في المنطقة. د. القحطاني: مضاربو القطاع العقاري يؤرقون المستهلك بإعادة تدوير الأراضي بالشرقية وقال ابراهيم بن محمد العبدالكريم الرئيس التنفيذي لشركة ثروة السعودية المحدودة ان المزادات التي تم طرحها خلال الربع الأخير طبيعية , حيث أنه من الطبيعي بعد الانتهاء من تطوير الاراضي بغض النظر عن حالة السوق طرحها للمزاد. وأشار العبدالكريم إلى أن القطاع العقاري ليس أمامه إلا طرح الاراضي للمزادات , حيث أن تأخر الرهن العقاري والانظمة والتشريعات وتكامل منظومتها أعاق الحركة التطويرية لشركات القطاع , موضحاً أن بعض الشركات العقارية وتحديداً شركة ثروة السعودية بدأت بإعداد إستراتيجيتها وخطتها المستقبلية القابلة للتنفيذ في حالة إقرار الرهن العقاري وتكامل منظومته , مطالباً المنظرين – حسب وصفه- بخوض المعاناة التي يعاني منها القطاع جراء عدم وجود تسهيلات مالية بالإضافة الى الروتين والبيروقراطية في التصاريح الحكومية لبناء وحدات سكنية , واكتفى بقوله " ليس أمام القطاع حل سوى تطوير الاراضي وبيعها , متخوفاً من تضخم الأسعار خلال العام المقبل 2012 م , أسعار الأراضي والإيجارات وخلافها إذا لم تكن هناك دفعة قوية بإيجاد انظمة تساعد القطاع العقاري على المساهمة الفعلية في الحركة الإسكانية وإنمائها. مبارك المري وقال مبارك بن صالح المري رئيس مجموعة اوال العقارية , ان المزدادات العقارية منتج مازال عقاريو المنطقة يحافظون عليه , حيث يتميز بالثقة من قبل عملاء القطاع وتكمن هذه الثقة في الشخصية العقارية التي لها باع طويل في السوق , مشيراً الى أن سبب كثافة المزادات خلال العام الحالي يعود إلى زيادة الطلب على الأراضي الخام وخصوصاً في المواقع المتميزة. وأضاف المري , نتوقع خلال الفترة المقبلة أن تنشط الحركة التطويرية في تلك المخططات التي تم طرحها , موضحاً أن القطاع الإسكاني والاستثمار فيه اصبح صعبا وخصوصاً بعد التضخم الذي شهده , قائلا " هناك بعض الفلل السكنية منذ عامين في الشرقية لم تبع بسبب ارتفاع تكلفتها في ظل محدودية المواطن في السيولة وغياب الرهن العقاري". إبراهيم العبدالكريم من جانبه أشار الرئيس التنفيذي لشركة عمار , عبدالهادي القحطاني الى أن المزادات العقارية في المنطقة الشرقية نشطت في الفترة الأخيرة مما أوجد قوة عقارية بداخل السوق العقاري في المنطقة ، وهذا ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى توازن في العرض والطلب كذلك إتاحة فرص جديدة للمطورين العقاريين وتقليص المشاكل العقارية. وأضاف القحطاني بأن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من النشاط العقاري يرافقه نشاط المزادات العقارية التي ستضخ سيولة كبيرة بداخل السوق العقاري تقدر بمليارات الريالات. وقال العقاري عادل الدوسري إن هذه المزادات أعطت القطاع العقاري في المنطقة الشرقية نوعا من النظرة التفاؤلية والجيدة للقطاع ولكن الدوسري أوضح إلى أنه من الملاحظ على هذه المزادات إقبال غالبية المساهمين في المزادات على الشراء رغبة في المضاربة فيها لا سيما وأن القطاع لا يخضع لضوابط تحكمه. د. محمد القحطاني وأضاف الدوسري قائلا بأن المزادات العقارية لا تهم المستهلك النهائي حيث أن كثرتها لا تشكل أية حلول بالنسبة إليه. من جانبه علق الدكتور محمد بن دليم القحطاني الاقتصادي المعروف , على نشاط حركة المزادات ووصفها بمنتج العقاريين القدماء , وقال ان القطاع العقاري بالمنطقة الشرقية شهد عام 2011م , تدوير رؤوس أموال تصل إلى 10 مليارات ريال من خلال إعادة تدوير اراض وطرحها في مزادات علنية مما تسبب في تضخم الاسعار. وبين الدكتور القحطاني أن الشرقية في حاجة ملحة لإحداث نقلة تطويرية إسكانية داخل الأحياء , مشيراً إلى أن 25 بالمائة من الاراضي داخل الأحياء السكنية في مدينة الدمام غير مستثمرة , وأضاف جميع المراحل السابقة أرهقت القطاع ويتطلع إلى مرحلة جديدة تلبي متطلبات المواطن بالدرجة الأولى. وأكد أن إرهاق السوق بتدوير الاراضي وبيعها سيساعد على زيادة التضخم وارتفاع الإيجارات الحكومية , وقال " ان القطاع العقاري ينظر بعين التفاؤل للانظمة والتشريعات من حيث الرهن العقاري وغيره لتطبيق إستراتيجياته المستقبلية والتي قد أعدتها بعض الشركات , موضحاً أن القطاع العقاري يشهد العديد من التعقيدات التي تلحق الضرر بالمستهلك النهائي".