مجرد أن تدلف إلى متاحف العاصمة المقدسة الخاصة والعامة تستنشق عبق الماضي الجميل لمدينة مدهشة احتضنت أمماً وأصبحت شاهدة عصر على تاريخ موغل في القدم قبل الإسلام وبعده ، تتحول متاحف مكة بمقتنياتها وعروضها الراقية أمام قوافل الحجاج والعمار إلى نوافذ مفتوحة يطل من خلالها الحجاج على ملامح الخلفية التاريخية لمكةالمكرمة في حزمة من الفصول التاريخية والاجتماعية والثقافية . ذلك الإرث التاريخي ، أوجد أكثر من 9 متاحف هذا بالإضافة إلى متاحف تحت الأقبية حفظت مقتنياتها لعدم قدرة أصحابها على مصاريف العرض وانشاء متحاف كبيرة . وإن كانت المدن التاريخية في العالم تتسابق لتحول الموروث والتاريخ في متاحفها إلى مصادر للدخل فإن مكةالمكرمة كقبلة الدنيا ومهبط الرسالة ومنبع نور الهداية الإسلامية تفتح أبواب متاحفها أمام أكثر من 4 ملايين حاج ومعتمر مجاناً بهدف تحقيق الفائدة وإشباع ذائقة الزائر لتلمس الجو الروحاني القديم والعيش وكأنه يتنقل بين حقب تاريخية متنوعة . معرض الحرمين احد أشهر هذه المتاحف التي يحرص الحاج والزائر والمعتمر على زيارتها لما يحتويه المعرض من مقتنيات نادرة للحرمين الشريفين، ويتألف المعرض من سبع قاعات رئيسية تتمثل في : قاعة الاستقبال، قاعة المسجد الحرام ،قاعة الكعبة المشرفة ،قاعة الصور الفوتوغرافية ، قاعة المخطوطات ،قاعة المسجد النبوي وقاعة زمزم ، ولم يغفل المعرض استعراض التطور العمراني الذي شهده الحرم المكي ، فهو يسجل الإنجازات العمرانية والخدمية التي مرت على الحرمين الشريفين منذ القدم حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين . وأقيم معرض الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة على مساحة 1200م2 بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة وروعي في تصميمه التناسق مع النمط المعماري الإسلامي الفريد للمسجد الحرام . من جهته أكد الدكتور فواز الدهاس المشرف على متحف جامعة أم القرى أحد المتاحف العلمية الأكاديمية أن تعدد المتاحف في مكة يجسد القاعدة التاريخية التي قامت عليها المدينة مبيناً أن الجامعة تملك متحفاً جمع شتات عدة متاحف ومعارض مثل متحف علم الحيوان التابع لقسم الأحياء بكلية العوم التطبيقية ، ومتحف الحضارة التابع لقسم الحضارة والنظم الإسلامية ( سابقاً ) بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، ومتحف الصخور والمعادن التابع لقسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية ، واضاف ان هذه المتاحف تهدف إلى إبراز دور مكة كمدينة مرت بفترات تاريخية متعاقبة وتحوي الكثير من الآثار سواء كان ذلك على المستوى الجغرافي أو على مستوى التراث الشعبي ، كما ان هذه المتاحف تلعب دورا حيويا في العملية التعليمية نظير ما تحتويه من عينات ونماذج في مختلف الفروع العلمية . وعن المقتنيات او المعروضات التي يحتضنها متحف الجامعة أوضح الدهاس أن المتحف يضم بيوتاً مكية تجسد ملامح منازل مكة منذ بداية التاريخ الإسلامي حيث كانت تسكن مكة قبائل قريش وهذيل وخزاعة وغيرها وجناحا للفقه الإسلامي وجناحا سيسمى قبة مكة وهو مخصص كمرصد فلكي ومعرض لتاريخ الحرمين وحديقة قرآنية تضم الأشجار والورود والغراس التي ذكرت في كتاب الله بالإضافة إلى أجنحة للحلي والملابس والصناعات والحرف والمهن والفخاريات والحيوانات والعملات الورقية والمعدنية والأسلحة والمخطوطات .