يقدم المدرب الأماني توماس دول عملا مميزا منذ توليه مسؤولية الإشراف الفني على الهلال خلفا للأرجنتيني كالديرون، وباستثناء الخسارة الوحيدة من الشباب تعد النتائج مميزة مدعومة بمستويات مرتفعة، تؤكد أن الهلال وفق في اختيار المدرب الذي يراهن على فريقه في المقبل من المواجهات بعد اكتمال الصفوف، دول كشف عن أسباب الخسارة الشبابية، وأبدى رأيه في مواجهة المنتخب مع عمان الأخيرة، وانتقد روزنامة دوري أبطال آسيا، كما تطرق في حديثه الخاص ل "لدنيا الرياضة" للاعب السعودي وصعوبة احترافه في أوربا. * عندما دخل الهلال في مفاوضات معك أخذت وقتا قبل قبول العرض كونت خلاله فكرة تامة عن الفريق هل وجدت الصورة التي رسمتها قبل توقيع العقد؟. - أولا المفاوضات لم تأخذ أكثر من أسبوع، إذ سألت عدداً من الأصدقاء فنصحوني بقبول العرض من دون تردد، كما أنني قرأت عن الفريق في الإنترنت كثيراً فهو فريق كبير وله مكانة في آسيا والوطن العربي ومعروف لدينا في ألمانيا، ذهلت كثيراً عندما وجدت أفضل من الصورة التي رسمتها عن الفريق في ألمانيا فالإمكانات عالية جداً والفريق يحظى بدعم جماهيري كبير حاله كحال الفرق العالمية. مستوى الدوري مرتفع والإنترنت عرفني ب «الزعيم» * يلاحظ الجميع أن الفريق تطور فنيا خلال هذا الموسم حتى في اللقاء الوحيد الذي خسره أمام الشباب كان الأخطر والأكثر وصولاً للمرمى كيف استطاع دول تصحيح الوضع في فترة وجيزة؟. - برغم الصعوبات التي واجهت الفريق في بداية الاستعداد بغياب عدد كبير من نجومه بدواعي الانضمام للمنتخبات الوطنية والإصابات؛ فلم تكتمل التدريبات للغيابات المستمرة؛ إلا أننا وبتجاوب اللاعبين استطعنا التغلب على هذه المشكلة؛ فقد كنت متأكدا أن الهلاال سيظهر بمستويات رائعة جداً بعدما تعرفت على إمكانات اللاعبين وها هو يقدم مستويات متميزة عندما اكتملت الصفوف. * مضى من دوري "زين" حتى الآن سبع جولات كيف وجدت المستويات الفنية للفرق؟. - تفأجات كثيرا بالمستوى الفني للكرة السعودية فالمستويات مميزة جداً واللعب سريع والإمكانات عالية، ولهذا لم أستغرب عندما سمعت أن الدوري السعودي يعد أفضل دوري في المنطقة. مراكز تدريب الصغار أعادت الكرة الألمانية وهؤلاء يقودون السيارة بشكل غريب!! * الواضح الآن أن الكرة السعودية تعاني كثيراً؛ برأيك كيف يتم انتشالها والعودة إلى الزمن الجميل؟. - السعودية بلد كبير جداً والشعب يحب كرة القدم والإمكانات عالية وكل ما تحتاجه الكرة السعودية هو إنشاء مراكز تدريب ذات تقنيات عالية، ويشرف عليها مدربون مؤهلون ومتخصصون في تدريب البراعم والناشئين ويكون التدريب في سن صغيرة جداً؛ فالتأسيس الجيد هو طريق تطور الكرة في جميع بلدان العالم، ونحن في ألمانيا عندما تراجعت الكرة الألمانية لم نعد للواجهة إلا بمراكز الناشئين والبراعم والعمل الجبار وها نحن نجني ثماره الآن. * شاهدت المنتخب خلال المباريات الماضية كيف وجدت المستويات؟ - لقد كنت متأكدا أن المنتخب السعودي سيظهر بمستويات عالية مع مرور الوقت؛ فتوقيت انطلاق التصفيات لم يكن في صالح الكرة السعودية وكرة غرب آسيا بشكل عام؛ فالمنتخب بدأ التصفيات عقب شهر رمضان مباشرة وهو توقيت ليس في صالح اللاعب السعودي، فالدوري لم يبدأ بعد والاستعداد في رمضان له ظروفه الخاصة، ومع مرور الوقت ومشاركة اللاعبين مع أنديتهم تحسن الأداء كثيراً وظهر بشكل أفضل أمام المنتخب التايلندي، وكنت أتوقع أن يواصل مستوياته ويكسب المنتخب العماني ولكن العمانيين لعبوا بطريقة دفاعية محكمة حققوا من خلالها هدفهم وهو جر المنتخب السعودي للتعادل. * تحدثت عقب لقاء القادسية عن عقلية اللاعب السعودي ماذا كنت تقصد بالضبط؟. العمانيون نجحوا في مخططاتهم والهدايا ضيعت اللاعب السعودي!! - في لقاء القادسية انتهى الشوط الأول بتقدم الفريق 5-1 وفي الشوط الثاني هبط المستوى بشكل حاد، وسجل القادسية أربعة أهداف كانت قابلة للزيادة، وهذا يعود لعقلية اللاعب؛ فالخصم كان يترنح كمن شارف على الموت، وينتظر منك المزيد من الأهداف، وهذا ما كنت أقصده بعقلية اللاعب فعليه أن يضاعف الجهد وعندما يجد خصمه يترنح يضاعف عليه النتيجة. * كيف وجد دول لاعبي الهلال خلال التدريبات ومدى تقبلهم للتوجيهات؟. - أنا أحب لاعبي فريقي كثيراً ولهذا لا يعني أن لا يكون هناك انضباط؛ فالانضباط هو أساس النجاح في كل عمل وانا من طبعي أحرص على الانضباط وهنا يجب الاشادة بلاعبي الهلال في تقبلهم للانضمة بصدر رحب خلال التدريبات والمعسكرات والمباريات. * يرى المتابعون أن الفريق الهلالي بدأ يضرب بقوة في الناحية الهجومية على حساب التوازن الدفاعي فما تعليقك؟. - الكرة الشاملة لا تعتمد على هجوم ودفاع، الجميع يشارك في الدفاع والهجوم، وهذا ما أسعى لتأسيسه في الفريق خلال الفترة الماضية، وقد نجحنا في عدد من المباريات ومن أهمها مواجهة الأهلي التي لعبنا فيها الكرة الشاملة منذ البداية وحتى النهاية. ما يحدث في دوري أبطال آسيا خطير!! * كيف ترى الاحتراف لدينا وهل هو مطبق كما في أوربا؟ - ليس هناك اختلاف ولكن الجميل لديكم الذي شد انتباهي هو مواصلة عدد كبير من اللاعبين تعليمهم العالي، وهذا شىء جميل لأن الإنسان لن يطور نفسه إلا بالتعليم وخصوصاً التعليم العالي، ومن ناحية الانضباظ اللاعب السعودي لديه الجدية والحرص على الانضباط، ولا يختلف عن اللاعب الأوروبي ولكن الفرق الوحيد الذي يتميز به الأوروبي هو حرصه وانضباطه خارج الملعب وفي المنزل وفي حياته الخاصة وهذا سر نجاحه. دول يتحدث إلى الزميل الرويس * هل باستطاعة اللاعب السعودي الاحتراف في أوروبا؟ - الإمكانات البدنية موجودة وبإمكان عدد كبير من اللاعبين السعوديين الاحتراف في أوروبا، ولكن هذه الإمكانات وحدها لا تكفي، فاللاعب لابد أن يعمل بجد ويضحي كثيرا؛ً الفرق هناك لا تجامل وتحاسب على كل صغيرة وكبيرة، لن تقدم له الهدايا ولن يحصل إلا على حقه فقط، وسيحاسب على كل تقصير، وهذا ما ينقص اللاعب السعودي ومتى ما عمل على هذه النقاط المهمة فإنه سينجح في احترافه الداخلي والخارجي. * كيف وجدت العيش في العاصمة (الرياض) وأين تقضي وقت فراغك؟. - في البداية واجهت صعوبات كبيرة وخصوصاً في رمضان فكل وقتي كنت أقضيه في الفندق، وبعده بدأت أتأقلم مع العيش وكونت علاقات خاصة مع عدد من السعوديين، الشعب السعودي مضياف وبشوش ويحترم الآخرين وأنا أحب أن أزور بشكل مستمر وسط العاصمة؛ وخصوصاً الأماكن الأثرية وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لزيارة المحافظات القريبة من الرياض، كما أتمنى العيش في الصحراء لأنني قرأت كثيراً عن الصحراء وشاهدت صوراً مميزة ولكن يزعجني كثيراً قيادة السيارة؛ فأنا على أعصابي حتى أصل مشواري والناس هنا يقودون السيارات بشكل غريب. اللحيدان والمغيربي إداريان مميزان * كيف يسير يومك العادي مباراة ومن دونها؟ - إذا كان هناك مباراة فليس هناك وقت لدي فأنا أكون مشغولا بالفريق قبل وأثناء وبعد المبارة أما إذا لم يكن هناك مباراة فأنا أقضى أغلب وقتي في الرياضة من خلال مشاهدت المباريات والقراءة كما انني أحرص على الذهاب مع أصدقائي إلى المقاهي وقد سبب عشقي الكبير للرياضة حرجا كبيرا مع زوجتي التي أصابها الملل من كثرة مشاهدة المباريات. * الأكلات السعودية هل تذوقتها وما رأيك في مائدة الطعام السعودية؟. - المطبخ السعودي لذيذ جداً ولم أواجه أي مشاكل في الجهاز الهضمي، أحب الكبسة فهي لذيذة جداً وسأسعى لمعرفة أسرارها. * كيف وجدت جمهور الهلال؟ - جمهور فريد ومميز الذي لفت انتباهي هو أن الفريق لديه مشجعون كثر خارج الرياض، وهذه الميزة لا يتميز بها إلا الأندية العالمية الكبيرة، وعندما قرأت عن الهلال قبل التوقيع كانت التقارير تؤكد أنه النادي الجماهيري الأول في السعودية، وكنت أتوقع أن هذه التقارير فيها مجاملة، ولكن الواقع يؤكد أنه النادي الجماهيري الأول، كما أن جماهيره تحب فريقها لدرجة الجنون فهي حريصة على حضور التدريبات واستقبال الفريق حتى وإن كان وصوله في ساعة متأخرة. * تلقى الفريق حتى الآن خسارة واحدة أمام الشباب (المتصدر) وكان هذه المباراة في الأسبوع الثاني من الدوري هل كنت تتمنى أن لا تقابل الشباب في وقت باكر؟. - مباراة الشباب جاءت في وقت باكر جداً من الدوري، وقبلها لم تكن صفوفنا مكتملة، ولم يتدرب بشكل كامل إلا في عدد قليل من التدريبات بسبب المنتخبات والإصابات، أنا متأكد أن المباراة لو أقيمت بعد الجولة الخامسة فلن نخسر من الشباب بل سنفوز، الهلال اكتملت صفوفه وإقامة المباراة في الجولة الثانية كان من مصلحة الشباب صاحب الاستعداد الأفضل ومع ذلك أهدر الفريق فرصا عدة، لدينا هدف هو المحافظة على اللقب ونسير بشكل جيد في المقدمة ومع مرور الوقت سنعتلى القمة. * ما تقويمك لعمل الجهاز الإداري الذي يعمل معك؟. - أنا سعيد جداً بالعمل مع الطاقم الإداري سامي الجابر وهشام اللحيدان وخالد المغيربي فهو طاقم مميز جداً ومنضبط ويوفر لنا كل سبل الراحة وعلاقاته مع الجميع مميزة، ويجد الاحترام من الجماهير واللاعبين والجهاز الفني والعاملون جميعهم حريصون كل الحرص على مصلحة الفريق. * "روزمامة" الاتحاد الآسيوي لا تخدم الكرة في غربي القارة؛ فانطلاق التصفيات جاء في نهاية موسم، والتصفيات النهائية ستأتي أيضا في نهاية الموسم الجاري، أيضا بطولة أندية اسيا تقام على موسمين ألا تعتقد أن هذه "الروزنامة" أثرت بشكل كبير في أداء لاعبي غربي القارة؟. - طبيعي جداً أن يكون له تأثير سلبي؛ فاللاعب يحتاج إلى وقت للاسترجاع بعد الموسم؛ إضافة إلى تفاقم الإصابات ويجب على فرق الغرب السعي بجدية إلى حل هذه المشكلة الكبيرة التي لها تأثير كبير في اللاعبين؛ خصوصاً عندما يتواصل موسما وراء موسم، الإصابات تتفاقم وفترة العلاج تطول واللاعب يصيبه الملل؛ فليس من المعقول أن تقام بطولة في موسم، وتختتم في موسم آخر كما هو الحال في بطولة أندية آسيا؛ هي مرهقة للأندية واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية ولا أدري ما المانع أن تقام بطولة أندية آسيا هذه الأيام وتختتم مع نهاية الموسم كما هو الحال لبطولة أندية أوروبا. ليس كل نجم كبير مدرباً ناجحاً!! كنت لاعبا مرموقاً، هل نجاح أي لاعب يعني نجاحه مدرباً؟. - ليس من الضروري أن يصبح كل نجم كروي مدربا ناجاً والمسألة تعتمد على التعليم. فاللاعب الذي سيعمل على تطوير نفسه خلال مشواره الرياضي ويستفيد من المدربين والمدارس التي مرت عليه سيكون أمامه فرصة كبيرة للنجاح في عالم التدريب، وأنا دخلت عالم التدريب منذ عام 2001م مع الفئات السنية، وتدرجت حتى وصلت الفرق الكبرى وأنا سعيد جداً، حالي كحال أي مدرب تغمره السعادة عندما يشاهد لاعبين أصبحوا نجوما لهم بصمة في مشوارهم التدريبي.