يكتسب اللاعب خلال فترة تواجده في الملاعب مجموعة من المقومات كالخبرة والعلاقات والنضج الرياضي الذي يستطيع استثماره مستقبلاً بعد اعتزاله لكرة القدم بالإضافة إلى قدراته وإمكانياته وكفاءته وتطلعاته، فهو خلال مسيرته لاعبا وبحسب عطائه ومجهوده ومثاليته وألقابه وإنجازاته والتي تنعكس على نجوميته وسمعته الطيبة وعشق الجماهير له فسيصنع لنفسه مكانة داخل الوسط الرياضي إذ يتمكن من خلال كل هذه المعطيات الاستمرار في المجال الرياضي بشكل أو بآخر ويتحول ذلك من رغبة خاصة إلى مطلب عام، لذلك فإن امتداد عطائه الرياضي لا يتوقف إذ يكون قادراً على اكتشاف نفسه من جديد بما يتناسب مع قدراته وميوله الفكرية فيمكنه العمل الإداري في أي قطاع أو مؤسسة رياضية أو يتجه للتدريب أو التحكيم أو المجال الإعلامي كمحلل أو كاتب أو وكيل لاعبين. إن استمرار اللاعب في المجال الرياضي سيتيح له التطلع إلى آفاق عالية وطموحات جديدة تكفل له تحقيق ذاته وشعوره بالرضا وتضمن له مصدر دخل مادي مناسب، لذلك يحتاج إلى فترة يجلس فيها مع نفسه ويراجع حساباته ويتشاور مع القريبين منه لتحديد واقعه ورسم مستقبله من خلال الرياضة قبل الخوض في أي مغامرة حتى يكون أكثر قدرة على النجاح فالعودة إلى المجال الرياضي ليس بالضرورة أن تكون سريعة بل تحتاج إلى دراسة وتفكير. من هنا فإن اعتزال ممارسة الكرة لا تعني في كل الأحوال الابتعاد عن المجال الرياضي، لأننا نحتاج لجميع الكوادر والخبرات خصوصاً تلك التي تملك الثقافة والفكر وتستطيع استثمار ذلك وتساهم في الحركة الرياضية وتطورها والفرصة متاحة والباب مفتوح للجميع، ولكن الأمر يتوقف على اللاعب نفسه إذا كان لديه القدرة والاستعداد والحماس ويستطيع مواصلة العطاء الرياضي وتطوير نفسه من خلال البرامج والدورات ليترجم خلاصة فترة طويلة قضاها في الملاعب وينقلها إلى أجيال قادمة لتستفيد منها.