هناك من نحبهم وهناك من نخاف عليهم.. وهناك من تلازمنا الخشية منهم.. وهناك من نثق بهم.. وهناك من لا نطمئن لهم أو نحبذ الاقتراب منهم.. أو التعامل معهم.. أو الاستعانة بهم.. أو الاستماع إلى آرائهم.. أو القبول بمداخلاتهم المستفزة وغير المهذبة.. والخارجة عن كل الأُطر الأخلاقية والذوقية والإنسانية وعلى العكس من ذلك فإن هناك من نحترمهم.. ونقدر أعمالهم.. وجهودهم.. وإخلاصهم..وتفانيهم.. وصدق مشورتهم.. وخالص مودتهم.. فنفتح لهم القلوب.. والأسماع ونتلهف على الاستماع إليهم والأخذ بآرائهم والاستعانة بهم.. والاستفادة من أفكارهم البناءة.. لما تتصف به من صدق.. وما تجسده من عمق.. وما تنطوي عليه من حرص حقيقي على المصلحة العامة حتى وإن انطوت بعض كلماتهم على شيء من القسوة .. أو الشفافية والوضوح.. أو المكاشفة الصريحة والجريئة والفارق هنا بين من يخلصون لنا .. وبين من يحرصون على تحقيق مصالحهم أو تلميع أنفسهم أمامنا .. أو التذكير بأهميتهم.. أو إيهامنا بقدراتهم الفارق هنا .. كبير وكبير للغاية.. لأن من يخلصون لأنفسهم أكثر من إخلاصهم لمسؤوليتهم يبالغون كثيراً.. ويتنطعون كثيراً.. وهم يحملون صورهم المشوهة كثيراً ويتحدثون عن أنفسهم كثيراً.. في الوقت الذي ينصب حديث من يشيرون علينا أو يكتبون لنا .. أو يلفتون نظرنا بإخلاص على خدمة مصالح الوطن العليا وسلامة البلاد العامة.. وصدق الولاء لمن يستحقون الولاء ونظافة السريرة والغاية .. من هنا يكون الفارق كبيراً.. ومكانة هذا الإنسان لدينا أعظم.. وأهم.. ألف مرة.. من مكانة إنسان يهرف بما لا يعرف.. ويقول كل شيء ولا يقول أي شيء.. لأنه لا يملك في الأصل أي شيء يقوله .. وفاقد الشيء لا يعطيه في النهاية. *** ضمير مستتر [ بعض الناس.. يضحكوننا ويبكوننا.. لأنهم يرسمون لأنفسهم صورة كاريكاتيرية عند من يستمعون إليهم.. ويتابعون صفاقتهم ]