ليس من المبالغة إذا قيل في الوقت الحالي إن بناء المنازل أسرع من نصب الخيمة، فإذا تم قياس نسبة الوقت الذي يتم فيه بناء البيت ومقارنتها بنسبة الوقت الذي يستهلك في نصب الخيمة سيكون الوقت المنطقي لانتهاء البناء دليلاً على أنه أسرع من نصب الخيمة. فعلى مدى السنوات الأربع الماضية يتضح أن بناء الشقق السكنية يتم بسرعة كبيرة وكأنها زراعة شعير بذور وتربة وماء وليس بناء فيه أسمنت وحديد وبلوك وعمالة ومواد وسباكة وغيرها، فلا يكاد يغفل شخص عن أرض بيضاء قريبة من منزله إلا ويفاجأ بعمارة خلال أسابيع ظهرت عليها ولولا معرفته بإمكانيات المقاولين المحليين لأستبعد أنه تم بناؤها وإنما اقتلعت من مكان وغرست بجواره. المتابع للموضوع يدرك السر وراء حدوث ذلك، الإجابة تجدها على لسان اغلب "الأجانب" القائمين على تلك المباني وهي أن المالك طلب منهم أن يكون التنفيذ "أي كلام" بهدف السرعة وتوفير المصاريف وبالطبع ليس هناك أي جودة أو مراعاة للسلامة، وعلى ما يبدو أن الملاك يدركون في قرارة أنفسهم بأن أسعار العقار بلغت الحلقوم وهي قاب قوسين أو أدنى من العودة مرة أخرى لما كانت عليه، فهم في سباق مع الزمن لاستغلال الفرصة والظفر بجزء ولو يسير من الكعكة العقارية قبل أن (تطير الطيور بأرزاقها). فالمقاول يحاول الانتهاء بأقصى سرعة من هذه العمارة للذهاب إلى أخرى فالمنتظرون كثر، وبريق المال يغري بالتنازل عن اجراءات السلامة وعن ادنى حدود الجودة التي يتوقعها المختص، كل ذلك أدى إلى ظهور الكثير والكثير من هذه العمارات بين ليلة وضحاها.