أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور محمود الزهار أن الحركة لا تجري مفاوضات مع (إسرائيل)، سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة. وأوضح أن "حماس" خاضت مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين في صفقة تبادل الأسرى فقط من أجل غرض محدد هو الذي أُجريت من أجله عملية اسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، مشيراً إلى الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الاسرائيلية سيئة الصيت. وشدد الزهار في تصريحات صحافية أن "حماس" لن تنجر إطلاقاً إلى مفاوضات غير مباشرة مع (إسرائيل) إلا في حال كانت هناك قضية إنسانية بحتة، وقال "في حال انتشار وباء مثل انفلونزا الطيور مثلاً، فنحن حينئذ سنكون مضطرين للتعاطي مع الإسرائيليين، لكن أيضاً في شكل غير مباشر". وأشار الزهار إلى أن خيار (إسرائيل) هو مشروع المفاوضات الذي هو خيار الرئيس محمود عباس أيضاً، وتساءل "على ماذا نفاوض إذاً؟ وهل نكرر تجربة أبو مازن الفاشلة؟". ورأى أن الأصوات التي تتحدث عن احتمالات خوض «حماس» مفاوضات مع (إسرائيل) بأنها "أصوات غير عاقلة، وما يتم الترويج له في هذا الشأن مجرد بالونات اختبار لا قيمة له"، معتبراً أن المفاوضات مع (إسرائيل) مضيعة للوقت. الى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل، أنه لم يتم تحديد موعد محدد للّقاء الذي سيجمع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المزمع عقده في القاهرة لإتمام ملف المصالحة الوطنية، مشككاً في جدية حركة "فتح" وتوفر إرادة حقيقية لديها لإتمامها. وكان عباس أعلن أول من أمس في تصريح صحافي عقب لقائه الوزير الأول التونسي المؤقت الباجي قائد السبسي، أنه سيلتقي مشعل خلال عشرة أيام في القاهرة لإتمام ملف المصالحة العالق بين الحركتين منذ أشهر. وقال البردويل للصحافيين أمس "دعونا من خلال رئيس المكتب السياسي للحركة رئيس السلطة إلى الجلوس وبحث ملف المصالحة وإعادة النظر في أهمية إنجازه، وقد كان من المقرر أن يكون اللقاء بعد عيد الأضحى، لكنه لم يُحدد تاريخ له"، مشيراً إلى أن تصريحات عباس "أحادية الجانب"، وأنه إذا كان هناك لقاء بين الحركتين ف"سيتم تحديد موعده بالاتفاق بين الحركتين". وأضاف البردويل "حتى اللحظة لا نستطيع القول إننا نلمس إرادة حقيقية لدى "فتح" لإتمام المصالحة الوطنية، فالمتغيرات على أرض الواقع لا تشي بذلك"، مردفاً "سنكتشف من خلال جدول أعمال لقاء القاهرة -إن عُقد- مدى جدية حركة "فتح" لإتمام المصالحة". وأضاف البردويل أن المصالحة مطلب لحماس مرتبط بشروط موضوعية لمواجهة الاحتلال، وأنها لابد أن تكون مدخلاً للشراكة الحقيقية وصنع القرار الفلسطيني الداخلي". ولفت إلى أن عباس "استخدم ورقة المصالحة كوسيلة ضغط في مشروع التسوية لتحسين شروط المفاوضات"، معرباً عن أمله في أن يكون جدياً بتحقيق المصالحة.