دشن مدير المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور في الاحساء المهندس عدنان العفالق مختبر الزراعة النسيجية الأول في المنطقة الشرقية والذي أنشأته الوزارة لدعم أبحاث علم الزراعة النسيجية، وبهذه المناسبة وجّه المهندس شكره لوزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم ووكيل الوزارة عبدالله العبيد على دعمهما فكرة إنشاء هذا المختبر الذي يعد إضافة نوعية لمركز أبحاث النخيل. «الصفحة الزراعية» قامت بزيارة للمختبر لتسليط مزيد من الأضواء عليه: حيث استهلت الجولة بالالتقاء بالمهندس نبيل الوصيبعي مدير العلاقات العامة والإعلام في المركز الوطني الذي أشار إلى ان المختبر كان عبارة عن فكرة بسيطة لدى المهندس عدنان العفالق ثم تبلورت إلى واقع بدعم من وكيل الوزارة الدكتور العبيد حيث بلغت كلفة إنشاء المختبر الذي يعد الأول الذي تنشئة الوزارة في المنطقة الشرقية والثاني على مستوى المملكة نحو 800 ألف ريال، ولفت النظر ان المختبر يخضع لإشراف منظمة الزراعة العالمية «الفاو» عبر تواجد دائم لخبير الزراعة النسيجية الدكتور منير البلاج إضافة لخمسة مهندسين سعوديين مختصين. وأشار إلى ان النتائج البحثية للمختبر تأخذ سنوات طويلة، وأثنى المهندس نبيل على توجه وزارة الزراعة إلى التخصصية سواء من خلال إنشاء مركز لأبحاث النخيل في الاحساء، أو لبحوث الثروة الحيوانية في الجوف، أو علم البستنة في نجران، فهذه التخصصية تختصر الوقت وتمنع الازدواجية وتعود بالنفع الكبير على المزارعين، ومن المعروف من أن من أهم مميزات هذا النوع من الزراعة هو امكانية ان تنتج نخلة واحدة المئات من الفسائل في حين ان النخلة تنتج فقط أربع فسائل بدون الزراعة النسيجية، وأكد نبيل على أن هذا المختبر يعني بصورة أساسية بالبحوث فيما تأتي مسألة الانتاج كخطوة ثانية. ولكن ما هي الزراعة النسيجية؟ المهندس خالد بو جليع رئيس قسم التربية والانتخاب ومشرف المختبر شرح مفهوم الزراعة النسيجية بقوله: هي تقنية حديثة الغرض منها انتاج فسائل من النخيل ذات مواصفات معينة وجيدة كالحجم وسليمة من الأمراض ومطابقة للأصل، وهنا نشير إلى ان هذا العلم فكرته قديمة إلا أنه يعتبر حديث العهد في المملكة العربية السعودية، ومن المهم الاشارة إلى أن المملكة ستشهد توسعا كبيرا في السنوات القادمة في مجال الزراعة النسيجية وذلك كون الزراعة العادية لا يمكنها التوسع في زراعة النخيل بالكميات الكبيرة المطلوبة، فمثلاً إذا كان هناك حقل كبير يحتاج إلى آلاف الفسائل فإنه ومع الزراعة النسيجية يمكن توفير ذلك وكل تلك الاعداد بنفس الحجم والطول، فأصبح الحل الأمثل إذاً في مثل هذه الحالات هي تقنية الزراعية النسيجية. وأضاف المهندس بوجليع يشرح كيفية الزراعة النسيجية قائلا: أولاً: يتم اختيار الفسائل المطلوبة «الخلاص أو السكري أو غيرهما» على أن يتم التأكد من كونها أصيلة، وان تكون خالية من الأمراض الفطرية والبكتيرية ويتم إزالة الأوراق الخارجية حتى الوصول إلى القمة النامية حيث تؤخذ الجمارة «قلب النخلة» بطريقة فنية يراعي فيها عدم تخلخل النسيج الداخلي للجمارة بحيث لا يكون هناك تهتك وتكسر للأنسجة، ثم تعمق في الكحول، ثم تعقم بمبيد فطري تترك بعدها في محلول، وبعد خطوات أخرى عديدة تنقل إلى جهاز التعقيم أو (العزل الجرثومي) يتم فيه تقطيع الجمارة إلى أجزاء صغيرة، تنقل بعدها إلى بيئة مغذية، ثم إلى غرفة الحضانة وفي هذه المرحلة لابد أن تكون في بيئة مظلمة، وتجدد البيئة كل 8 اسابيع حتى تكوين مادة الكالس، ثم تتكون بعدها الحبيبات، ثم الأجنة، ثم إلى نباتات، ثم تتكون الجذور فتمر بمرحلة الأقلمة ثم البيت المحمي وأخيراً الحقل، وكل تلك المراحل تستغرق مدة تتراوح بين 1,5 إلى سنتين، ولكننا متفائلون بمستقبل واعد ونتائج طيبة بفضل الله.