تراجع اليورو أمام الدولار حيث أثار ارتفاع عائدات السندات الإيطالية إلى مستويات قياسية وعدم التيقن السياسي مخاوف بشأن أزمة ديون منطقة اليورو. وبينما لا تزال محاولات اليونان لإعادة خطة إنقاذها إلى مسارها الصحيح تشكل مصدر قلق تزايدت مخاوف المستثمرين بشأن مصير إيطاليا ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وارتفعت عائدات السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى في 14 عاما عند 6.67 في المئة. ويرى كثير من المحللين والمستثمرين أنه إذا تجاوزت العائدات مستوى 7%فإن البلاد لن تستطيع تحمل تكاليف التمويل. وتراجع اليورو 0.2 في المئة إلى 1.3762 دولار. وأمام الين هبط 0.4 في المئة إلى 107.43 ين. لكن العملة الأوروبية الموحدة ارتفعت 1.8 %أمام الفرنك السويسري إلى 1.2414 فرنك. وكانت قد سجلت في وقت سابق 1.24184 فرنك على منصة إي.بي.اس للتداول الالكتروني وهو أعلى مستوى منذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول. وارتفع الدولار 2% إلى 0.9020 فرنك. وأشار رئيس البنك المركزي السويسري إلى أن الفرنك مازال متداولا بأعلى من قيمته مقابل اليورو ما جدد التكهنات بأن البنك قد يرفع الحد الأدنى المستهدف لسعر صرف اليورو مقابل الفرنك الذي يبلغ حاليا 1.20 فرنك. الذهب مستقر وفي ظل هذه الظروف حامت أسعار الذهب فوق مستوى 1790 دولارا للأوقية أول من أمس الثلاثاء بعد ان قفزت أكثر من اثنين بالمئة في الجلسة السابقة مدعومة بالطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين بينما اجتذبت ايطاليا الاضواء في أزمة ديون منطقة اليورو. وارتفعت أسعار السندات الحكومية الايطالية مقتربة من أعلى مستوياتها في 15 عاما ما وضع ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا في بؤرة أزمة ديون المنطقة رغم جهود صانعي السياسة الذين يسعون جاهدين لاحتواء العدوى المتفاقمة . وقال هو شين تشيانغ المحلل في جينروي فيوتشرز «سيواصل الذهب التحرك صعودا بسبب الوضع في منطقة اليورو ولن يجد مشكلة في تجاوز مستوى 1800 دولار على المدى القصير.»لكن هو حذر من أن الأسعار قد تشهد تصحيحا نزوليا بعد اختراق الذهب لهذا المستوى وذلك تحت ضغط من مبيعات لجني أرباح. وارتفع الذهب في المعاملات الامريكية 0.1 بالمئة إلى 1793.10 دولارا للأوقية. وهبطت الفضة في المعاملات الفورية 0.34 بالمئة إلى 34.74 دولارا للأوقية كما تراجع البلاتين 0.67 بالمئة إلى 1644.49 دولارا للأوقية. لكن البلاديوم ارتفع 0.23 بالمئة إلى 659.99 دولارا للأوقية. الأسهم الأوروبية تتراجع فيما تراجعت الأسهم الأوروبية خلال اليومين الماضيين في تعاملات متقلبة بسبب الاضطراب السياسي في إيطاليا المثقلة بالديون حيث بلغت عائدات السندات أعلى المستويات منذ إطلاق اليورو بالرغم من أن الأسهم الايطالية عوضت بعض خسائرها وسط آمال في أن رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني يوشك على تقديم استقالته. ويواجه برلسكوني ضغوطا شديدة للاستقالة إذ إن الاضطراب السياسي في إيطاليا ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو جعل المستثمرين يحجمون عن الأصول المنطوية على مخاطر. وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى منخفضا 0.55 في المئة عند 974.66 نقطة بعد أن كان متراجعا نحو اثنين في المئة في أوائل التعاملات. لكن مؤشر الأسهم الإيطالية حقق أداء أفضل إذ ارتفع 1.3 في المئة معوضاً بعض الخسائر الثقيلة التي مني بها يوم الجمعة