قد يصعب على المرء ان يصدق ان في أيامنا هذه ومع توفر مختلف المعالجات الناجحة للعجز الجنسي مهما كان عمر الرجل هنالك العديد من المرضى المصابين به الذي يرفضون استشارة الطبيب او القبول بأي علاج لحالتهم التي تنغص حياتهم وتسبب لهم العذاب المرير والقنوط والاكتئاب وفقدان الاحترام الذاتي والمشاكل الزوجية لا سيما ان المعالجة التي هي في متناول يديهم قبل تبدل حياتهم العاطفية والاجتماعية والعائلية والمهنية وتعيد لهم البهجة والمتعة والامتنان لا سيما ان معظم حالات العجز الجنسي تنذر بوجود امراض قد تكون خطيرة والتي تستدعي التشخيص الصحيح والعاجل والمعالجة الدقيقة لتفادي مضاعفاتها الوخيمة ومن اهمها الامراض القلبية والوعائية وداء السكري وارتفاع الضغط الدموي وتصلب الشرايين وانسدادها وفرط في مستوى الشحيمات كالكوليسترول في الدم وفشل وظيفة الكبد والكلى والامراض العصبية والنفسية والادمان على التدخين والكحول والمخدرات وتضخم البروستاتا الحميد مع اعراضه البولية المزعجة والتهابها وغيرها من الحالات الطبية التي قد تكون كامنة والتي قد يكون العجز الجنسي من اوائل مظاهرها السريرية. ومما يزيد العجب انه بتوفر العقاقير الفعالة والسليمة كالفياغرا والسياليس (سنافي) وليفيترا التي تعطي نتائج ممتازة في معظم تلك الحالات اصبح علاجها سهلاً ويتناول معظم الرجال، ناهيك عن تكلفته الباهظة، فلماذا يتقبله بعض المرضى ويرفضه العديد منهم وهل هذه الظاهرة محصورة في بعض الدول دون غيرها وما هي اسبابها. وللاجابة على تلك الاسئلة المهمة قامت دراسة عالمية على 32644 رجلاً تتراوح اعمارهم بين 20 و75 عاماً من 6 دول هي الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا أجاب بعضهم بريدياً على استبيان حول حالتهم الجنسية واسباب قبولهم او رفضهم الاستشارة الطبية والمعالجة. وشملت الاجابة 2141 رجلاً وابرزت تفاوتاً دولياً حول تلك الاسئلة كما عرفه الدكتور رضوان شبتيك من الولاياتالمتحدة في الرسالة الاخبارية التي تنشرها الجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية والتناسلية. وكانت الاجوبة كالآتي: ان نسبة الاصابة بالعجز الجنسي ارتفعت من 4 الى 6٪ عند الرجال الذين لم يتجاوزوا 40 سنة من العمر الى حوالي 40٪ الى 73٪ عند الذين تراوحت اعمارهم بين 70 الى 75 سنة وكانت اعلى نسبة للرجال الذين استشاروا طبيبا للمعالجة وقبلوا بها في الولاياتالمتحدةالأمريكية بمعدل 56٪ وتصدرت اسبانيا اعلى مرتبة في اوروبا بنسبة 48٪ بينما تدنى هذا المعدل الى حوالي 27٪ في كل من المانيا وايطاليا. واما بالنسبة الى استعمال العقاقير لمعالجة العجز الجنسي كالفياغرا والسياليس وليفيترا حالياً فكانت نسبتها ضئيلة في معظم تلك الدول لا سيما انها تراوحت بين 8٪ في فرنسا و14٪ في الولاياتالمتحدة. ومن ابرز العوامل التي دفعت بعض هؤلاء الرجال الى طلب المعالجة الحافز الشخصي في اغلبية تلك الحالات بمعدل 58٪ يليها حث الزوجة او الرفيقة للرجل نحو السعي الى المعالجة في حوالي 40٪ من تلك الحالات او التأثر بدعاية مكتوبة او مرئية او مسموعة بنسبة حوالي 19٪. وقد أبرزت تلك الدراسة ايضاً ان ابرز العوائق لطلب المعالجة خصوصاً عند الرجال المسنين شملت اعتقادهم ان حالتهم هذه ناتجة عن تقدم السن في حوالي 44٪ من الاجوبة والخجل والارتباك بعرضها على الطبيب او مناقشتها وذلك بنسبة حوالي 27٪ بينما كان العذر البارز عند 31٪ من الشباب ان تلك الحالة لا تحتاج الى اية معالجة وانها قد تتحسن تلقائياً او انها لا تحدث إلا نادراً. وعلاوة على ذلك فقد اظهرت تلك الدراسة ايضاً ان الفترة بين حدوث العجز الجنسي واستشارة الطبيب بخصوصها امتدت من حوالي سنة في ايطاليا الى حوالي 3 سنوات في الولاياتالمتحدة. وبالخلاصة فقد برهنت تلك الدراسة القيمة انه بالرغم من توافر العلاجات الفعالة والسليمة والسهلة الاستعمال فإن اكثرية الرجال المصابين بالعجز الجنسي يرفضون استشارة الطبيب او القبول بالعلاج لا سيما ان معظمهم قد يدركون خطورة اصابتهم بأمراض وخيمة قد تكون الاضطرابات الجنسية من اوائل اعراضها والتي تتطلب التشخيص العاجل والصحيح لتفادي مضاعفاتها الخطيرة. فإنه من البديهي القيام باختبارات وابحاث اضافية لتفهم تلك الظاهرة واسبابها ومحاولة ايجاد حل لها.وأما بالنسبة الى البلاد العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج وبالرغم من عدم وجود احصاءات دقيقة حول هذا الموضوع إلا ان بعض الدراسات التي قامت بها شركات توزيع عقاقير الفياغرا والسياليس وليفيترا ابرزت نسبة مرتفعة جداً من الرجال من جميع طبقات المجتمع الذين يطلبون المعالجة لا سيما انه تبين ان السوق السعودي لتلك العقاقير من اهم الاسواق العالمية ويحتل المرتبة الخامسة بين جميع دول العالم. وقد يرجع ذلك الى اهمية الجنس بالنسبة الى الرجل العربي عامة الذي يعتبره عنوان الفحولة والرجولة والقدرة على الانجاب والنكاح المشروع. فإنه من المحزن ان يتبلبل الرجل الغربي لاسباب تافهة في براثين العذاب واليأس والمشاكل الزوجية والاجتماعية والعائلية والمهينة عندما تتاح له وبأسهل واسلم الوسائل استعادة طاقته الجنسية مهما تقدم سنه والتلذذ بحياة ممتعة، ومشرقة واعادة البهجة الى زوجته المحافظة على استمرار سليلته وذلك بدون أي خجل او ارتباك.