بعد تقديم واجب التهنئة للأمير سلمان بالعيد وبعد صدور قرار خادم الحرمين الشريفين لتولي حقيبة الدفاع ,وبعد تهنئة أنفسنا كمواطنين بتوليه حقيبة الدفاع ,فهو بلا شك خير سلف لخير خلف. فحقيبة الدفاع في وطننا ليست مختزلة في عسكر أو آليات, وإنما هي مؤسسة تنموية بكل ما تحمله الكلمة من معنى . وتأكيدا على ذلك كتبتُ في هذه الزاوية عن مسعى الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله إلى تحويل وزارة الدفاع إلى مؤسسة تنموية وحضارية . وأن الدفاع الحقيقي الذي أسسه يرحمه الله هو الدفاع بالتنمية البشرية السعودية وببناء المدن العسكرية التي زاد بها عدد المدن السعودية . ومن هنا لابد أن نقف لنتأمل مدرسة سلمان بن عبدالعزيز التنموية وكيف ستنعكس على وزارة الدفاع ؟ يلاحظ المتابع لجهود الأمير سلمان بن عبدالعزيز تلك المعجزة التي تحققت في الرياض . فهي عاصمة عربية رائدة عليها بصمة سلمان في كل زواياها. فمثلي وأبناء جيلي عشنا هذا الحلم التنموي مع الأمير سلمان في "سكيك" الرياض القديمة إلى الرياض التي نباهي بها ؛ حيث تحولت هذه المدينة الصغيرة في فترة قصيرة إلى أنموذج للمدينة العصرية التي ذابت فيها الانتماءات الضيقة وأصبحت تحتضن الجميع . ينتمي لها كل سعودي من أرجاء الوطن وتحتضن ملايين المقيمين من الأشقاء العرب والمسلمين أو من الأصدقاء المساهمين معنا في دفع عجلة التنمية. واذكر جيدا كيف أن هذا التحول التنموي لم يأت من فراغ وإنما بني على تأسيس علمي هندسي ومتابعة دقيقة من الأمير سلمان. فكل من عرف الأمير يعرف تلك الصفات المتمثلة في الدقة والمتابعة الدقيقة والملاحظة السريعة واتخاذ القرار والاستماع للمشورة من أهلها.. لذا نجد انه كتب بدقة تفاصيل سيرة الانجاز للرياض المدينة بوجهها الحضاري وبمؤسساتها الإنسانية من بر وأيتام ومعاقين ، وإدارة محلية ومناطق صناعية وتجارية ومحافظة تاريخية وشارك شخصيا في تسيير أعمالها بشكل مباشر أو رئاسة فخرية. عمل دءوب ومركّز يقوم به الأمير سلمان ومن ساعات الصباح الأولى "لأن البركة في البكور".. هذا هو سلمان الذي يتعلم منه كل من عمل بالقرب منه او تعرف على مدرسته في الإدارة . لذا سيكون خير خلف لخير سلف في تعزيز مؤسستنا الدفاعية التنموية التي أتمنى أن تتوسع دائرة استفادة المواطن من خدماتها خاصة العلاجية والتعليمية أو التأهيلية . والأهم من ذلك أتمنى أن تتعزز فيها روح المبادرة في البحث العلمي، وأن لا تقتصر على العلوم التطبيقية بل وأن تترعرع البحوث السلوكية في هذه المدرسة الدفاعية. فمؤسسات الجيش حول العالم ترتبط بالجامعات الوطنية لتعزيز مبادرات التنمية في شقها العسكري وهو ما سأراهن عليه في ظل إدارة الجودة والدقة بعيني سلمان, وفي ظل مساندة نائبه الأمير خالد بن سلطان. أما موضوع الدفاع الحقيقي فكل الشعب تحت إمرة الدفاع مع جنود الوطن البواسل.لأن شرعية هذه الدولة كما لخصها الأمير سلمان في محاضرته المشهورة في المدينةالمنورة "هي في منهجها وتاريخها الطويل الذي بدأ ببيعة شرعية للالتزام بالدين الصحيح منهجاً ومسلكاً في الحكم والبناء السياسي والاجتماعي وليس في حادثات الفكر المستورد أو الفوضى والتخبط الفكري الذي لانهاية لجدله، ولا فائدة من مبادئه. فأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء". هذا هو الدرس الذي نتعلمه دوما من سلمان بن عبدالعزيز , الوطن والإنسان والأسرة والمجتمع كلّ مكمل للآخر عبر سيرة نكتبها لأنفسنا , فلنحرص أن يكون ما نكتب ونفعل هو الأفضل لوطننا ولأمتنا.. وكل عام وأنتم بخير.