إمارة المنطقة بمهامها ومفهومها تمثل مرتكز الإدارة المحلية بكافة أبعادها، كما تمثّل الواجهة المباشرة للمواطن بالقيادة.. هكذا كانت تنبع أهمية الإمارة ودورها الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز استطاع من خلال قيامه بمسؤولية إمارة منطقة الرياض طيلة الخمسين سنة الماضية أن يطور هذا المفهوم إلى ما هو أبعد من ذلك؛ إذ انتقل بها من إدارة مجتمعية تقليدية إلى مفهوم الإدارة الوطنية الشاملة، وأن يحافظ من خلال إمارة منطقة الرياض ومن خلال قصر الحكم بالرياضالمدينة والعاصمة على منجز الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في الحفاظ على الوحدة الوطنية الشاملة، وأن يكرس هذا المفهوم في أوساط المجتمع ليمتد إلى كل أرجاء الوطن. إمارة الرياض تحولت في عهده من إدارة مجتمعية تقليدية إلى «إدارة وطنية» شاملة ومن خلال قصر الحكم في قلب مدينة الرياض ارتسمت شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز تلك الشخصية القيادية الفذة، كما تجسد لدى سلمان بن عبدالعزيز العشق الكبير لمدينة الرياض والانتقال بها من مدينة صغيرة محدودة المساحة ومحدودة الهوية الحضرية إلى مدينة عالمية متطورة مترامية الأطراف، تمتد كما يمتد أمل سلمان بن عبدالعزيز، وتستيقظ على أحلام العاشق وتغفو على أمل الغد المشرق.. هكذا كان سلمان بن عبدالعزيز وهكذا كانت الرياض ملحمة من الإبداع والوفاء والإخلاص والتطور والنمو. ومن خلال هذه التجربة الطويلة والممارسة الإدارية والقيادية يقف اليوم الأمير سلمان بن عبدالعزيز مع مهمة تطويرية جديدة، من خلال قيادة وزارة الدفاع نحو أفق آخر من التحديث والتطوير، ثم أن هذه الخبرة الطويلة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مع الأفراد وإدارة الكوادر الإدارية والأمنية عبر منظومة إمارة منطقة الرياض؛ سوف تسمح بتوسيع أفق تأهيل المنظومة العسكرية في وزارة الدفاع، لتشمل الأفراد والقدرات العسكرية الآلية والبنية التحتية وبناء استراتيجيات تعاون متنوعة مع التجارب العسكرية الإقليمية والدولية بما يساعد على تطوير وبناء القدرات الذاتية لوزارة الدفاع بجميع قطاعاتها ومكوناتها، وخلق ثقافة جديدة لوزارة الدفاع تعتمد على الريادة الدفاعية القتالية بما يحفظ الهيبة والمكانة لبلد كبير كالمملكة العربية السعودية مترامي الأطراف، وهذا الهدف طبيعي أن يكون الغاية والأولوية التي لا يسبقها هدف آخر لدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع. .. ويرعى حفل الذكرى الثلاثين لتأسيس مجلس التعاون الخليجي إن حيوية وثقافة الأمير سلمان بن عبدالعزيز تمثل مطلباً مهماً في وزارة الدفاع في هذه المرحلة المتداخلة، وما تشهده منطقتنا الإقليمية، وذلك بعد أن غادر هذه المؤسسة العسكرية فقيد الأمة وفقيد الوطن الراحل الكبير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -، ولا شك بأن الأمير سلمان بن عبدالعزيز في هذه المرحلة سوف يكون خير خلف لخير سلف. إن واقع المسؤولية العسكرية المتطور يوماً بعد يوم بما تفرضه من ضرورة مواكبة كل جديد في عالم الآلة العسكرية، وتطوير الإمكانات يستوجب وجود شخصية مقبولة على هرم هذا الجهاز؛ تستطيع فتح قنوات من التواصل وبناء الاتفاقيات مع الجهات القادرة على تزويد المملكة بحاجتها من التجهيزات الدفاعية والقتالية المتطورة، وهنا تبرز شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي يتمتع بقدر كبير من الدبلوماسية والحيوية لتعزيز قدرات كافة قطاعات وزارة الدفاع بما تحتاجه من الآلة العسكرية المتطورة لحماية هذا الوطن والدفاع عنه. مهمته في وزارة الدفاع أكبر في حماية وطن وبناء إنسان وتأهيله لكل الاحتمالات لعل شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز القيادية والقريبة من موقع المسؤولية واختياره لهذه المهمة التي اختصه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - نابع من القناعة بما لدى سموه من حسن الإدارة والقدرة - بإذن الله - على إضافة المزيد من الهيبة والمكان لقواتنا العسكرية، وتكريس بناء تلك العلاقة المتينة بين أفراد هذه المؤسسة العسكرية الأوفياء والمخلصين وبين واجبهم المنوط بهم كما غرسها لديهم الفقيد الكبير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وهذا الشخصية القيادية للأمير سلمان بن عبدالعزيز سوف تكون إضافة نوعية تسهم في تعزيز هذه الروح لدى أبناء ورجال هذه المؤسسة العسكرية؛ بما عُرف عن سموه من قربه من الجميع وحسن خلقه وكرم سموه وما يتمتع به من ثقافة عالية سوف تمكنه من تعميق روح الولاء وزرع الثقة لدى كافة أفراد وقيادات وزارة الدفاع. .. ويفتتح المؤتمر السعودي الأول للأيتام إن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - كان ولا يزال رجل المواقف النبيلة والوقفات الإنسانية، وصاحب الأيادي البيضاء في دعم جهات البر والإحسان، ودعم المنظمات الإنسانية والإغاثية.. وهناك الكثير والكثير من الجهات والمنظمات الإنسانية التي منحها سموه في الداخل والخارج اهتماماً يعبّر عن إنسانيته وكريم خلقه، وهذا الجانب لا شك بأنه جانب مهم جداً في شخصية القائد للأفراد والمجموعة التي يعوّل عليها في حماية الأمن والدفاع عن الأوطان ومقدراتها وعقيدتها. لقد وفق الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كما وفقت هذه الوزارة بقيادة سموه حينما كان نائبه وعضده في هذه المسؤولية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي تربى وترعرع في مدرسة والده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - تلك المدرسة التي صقلت موهبته القيادية والعسكرية لتصب طيلة تلك الفترة الماضية في الإسهام في تطوير وزارة الدفاع والطيران، وما قدمه سموه من جهود كبيرة أثناء ما شهدته المنطقة من أحداث كان أهمها دور سموه في قيادة مسرح العمليات العسكرية لقوات التحالف في حرب الخليج وتحرير دولة الكويت. .. ويسمع ويتحدث مع الآخرين بعقلية منفتحة وواعية للمتغيرات سموه يفتتح مبنى وزارة التعليم العالي سموه يتلقى هدية من أحد الضيوف المشاركين في مؤتمر محلي سلمان بن عبدالعزيز حاضر في جميع المواقع لخدمة الوطن