عملي يلزمني أن أكون على اطلاع مستمر لما هي عليه معظم الصحف العربية من تداول آراء ومعلومات.. وهنا الإلزام ليس فرضية ضرورة بقدر ما هو تعدد وجود وسائل الرأي هذا.. تأتي الكلمة التاريخية التقليدية الطيبة في كل عيد أو استثناء مناسبة مهمة بالقول لمن هو نجمها «كل عام وأنت بخير».. نحن أمام هذا التعبير الجميل لا نريد أن تكون ممارسته مجرد استمرار في تداول تهنئة تقليدية، وإنما نريد أن نفتح آفاق عقولنا ومفاهيمنا كي نتبين ونعي فوارق ما نحن فيه من «خير» نختلف به عن غيرنا.. لقد قضينا سنوات طويلة.. عشرات سنين.. ونحن نستقبل حقائق مغلوطة تدّعي أن غيرنا يتجه إلى التطور خلف قيادات ثورية منذ عام 1945م تقريباً، فيما يرون أننا فقط نجدّد الملابس وواجهات المنازل لكننا ننتمي إلى ركود تخلف قديم.. وأننا متشددون دينيون.. طبعاً هذا غير صحيح.. ولم يكن من الحكمة أن يكون هذا التجاوز وسيلة عبور نحو خصومات.. إن الحقائق التي انتظرنا أن تطرح في وسط عالمنا العربي كي يتجه نحو مقاصد قضاء على الفقر والبطالة والدخول في تطورات اقتصادية وعلمية مثلما فعلت دول صغيرة في شرق آسيا كالفلبين مثلاً أو سنغافورة أو تايوان أو تايلند.. قد أعلنت لدينا هذه الحقائق عن وجودها عبر تميّزات محلية ودولية معروفة ومختلفة تماماً عن كل الآخرين.. لا أريد أن أرد على أي أحد.. لكن أريد أن أقول للمواطن بعبارتنا التقليدية «كل عام وأنت بخير» لأنك منطلق عبر مشاريع ضخمة تقدّر بالبلايين نحو توسع التحسن المحلي في كل مناحي تطوير حياة المواطن وفرص تعليمه وكذا فرص تأهيله، إلى جانب تواجد فرص تعدّد الاستثمارات.. إن وعي المواطن لحقائق اختلافاته الإيجابية عن غيره ضرورة كي تدفعه نحو مزيد من حقائق تطور جديدة، مزيد من علاقات زمالات محترمة دولياً، مزيد من كفاءة انفراد اقتصادي وعسكري بعيداً عن أجواء ما تلهي به بعض المجتمعات العربية ذاتها من مفاهيم غير صحيحة وتتجه بها نحو الخلف.. ليس الآن.. ولكن عبر عشرات السنين الماضية.. ولعل ما يبرهن سخف الافتراء ما يُقال عن مجتمعنا بأنه ديني معقّد.. هذا غير صحيح؛ لأن أهم دولة واجهت التعقيد الديني وصمدت في وجه «غزوات» نظام القاعدة الدموي.. هي المملكة.. المملكة الأكثر استهدافاً من قبل العدوان.. ثم الأكثر براعة مواجهة لذلك الاستهداف حتى أفشلته تماماً داخل حدودها.. إذاً.. بحضورك.. وعياً وممارسة مع دولتك في مسار تعدد «الخير» تطويراً ونتائج.. أنت.. كل عام في خير..