لست في موقف تهليل وزغردة لما هو منتشر في المفاهيم العامة عبر المعلومات والمشاهدات المتكررة من أن أكثرية مجتمعنا هي حضور بشري يتميز بالوعي ويختار الواقع الأفضل من الحداثة.. فهذا عبر تعدد الثوابت هو واقع كانت تغطيه مفاهيم أقلية كادت أن تعزله عن المجتمعات المتقدمة، بل كادت أن تضيف إلى إساءات نظام القاعدة إساءات أخرى في محاولات تعميم الكراهية ضد التقنية وتطور المعرفة والبروز في زمالات الاقتصاد على أساس خاطئ يقول بأن من هو غيرنا في مسار التطور الحضاري «ضال» يحتاج إلى أكثر من هداية، ومع أننا نسأل الله جادين بأن يعمم الهداية على الجميع للتمكن من محاصرة الإرهاب والعنف ولتصحيح المفاهيم الدينية السامية التي أراد الله منها تعميق إنسانية الإنسان وعباداته.. وبهذه العبارات الأخيرة فأعتقد أنه واضح رفضي لاستهداف أي فئة بالإقصاء وضرورة أن يلتقي المجتمع بكامله في لغة ومفاهيم وأهداف حوارات بناءة، فنحن المجتمع العربي الوحيد الذي يحتوي تكاملاً فريداً من شأن هذا التكامل أن يطور ويغذي ويحمي حياة المواطن من طفولته حتى شيخوخته.. قرأت في صحيفة عربية قبل ثلاثة أسابيع موضوعاً موجزاً يقول فيه كاتبه ما معناه: إن على المهتمين بتطوير المجتمع ونقله إلى قائمة الاحترام الأولى الاستفادة من المسار الذكي والجاد الذي تسلكه المملكة بتطوير أوضاعها وترسيخ عالميتها.. نحن عملياً نقول ذلك.. ونحن لسنا مجتمعاً متخلفاً يدمر ذاته بأخطائه ويرفض شيوع مسؤولية أن يكون التحسين تعليماً وتقنية وخدمات عامة وإيراد شخص مسؤولية معممة، حيث عندما تحجب الخصوصية هذه العمومية فلا أهمية لما لديك من ثروات.. ثروات يتم توجيهها الآن كي تنقل قدرات ومفاهيم المجتمع نحو الأفضل الصعب عند الآخرين.. مجتمعنا متقدم في أساسه وأكثريته، بدليل أن الثلاثمئة جامعة عالمية ومرموقة من اليابان والصين مروراً بأوروبا حتى أمريكا لم تبتذل قيمتها العالمية ولكنها أتت لقناعة بوجود تلاحق حالات خلق لتطورات علمية وتقنية جديدة. والتدافع العجيب من الناس رجال وسيدات يؤكد الحضور الفعلي لوعي المجتمع.. المجتمع الذي لم نخترع فيه افتراء عالمية خولة الكريع أو حياة سندي أو غادة المطيري أو ثريا عبيد أو نورة الفايز وما يتواجد في المستشفيات والبنوك والمدارس والجامعات من تفوق نسائي مشهود..