إهمال الأطفال أصبح عادة عندنا، وأصبحنا نسلم أمرهم وأقدارهم لشغالة بنغالية أو سيريلانكية ليست لها خبرة بتربية الأطفال والعناية بهم، وليست لها معرفة بالإسعافات الأولية، أما السائق الذي يوصلهم إلى المدرسة فبنغالي أو اندونيسي ليست له خبرة بقيادة السيارات، وإذا أخذناهم معنا للتسوق فإننا نتركهم في السيارة بدون رقيب عليهم، وقد يتعرضون للخطف وهذا حدث فعلا غير مرة، وأنا أكتب هذا الكلام بمناسبة حادثة حدثت في الولاياتالمتحدة، حيث أن زوجين تركا طفليهما في غرفتهما لوحدهما وهما نائمان، وبعد عودتهما وجدا إحدى الطفلتين غارقة في حوض الاستحمام، وقد فارقت الحياة، ويعتقد أن شقيقها قد قام بوضعها داخل حوض الاستحمام وفتح الماء عليها، ولأن الزوجين في الولاياتالمتحدة وليسا في السعودية، فقد وجهت مقاطعة فيرفاكس التي يقيمان فيها تهمة إهمال الأطفال إليهما، والزوجان موقوفان الآن في مركز الاحتجاز في المقاطعة تمهيدا لمحاكمتهما، وقد واجهتهما المقاطعة بتهمة إهمال الأطفال، وهي تهمة خطيرة في الولاياتالمتحدة، علما بأن الزوجين حديثا الابتعاث ووصلا إلى واشنطن في ذات اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، وجهلهما بقوانين الولاية التي سكنا فيها لا يعفيهما من العقاب، ولعل في هذا الذي حدث درسا لجميع الآباء ليس في الولاياتالمتحدة التي فيها قوانين لمعاقبة إهمال الأطفال، بل حتى في السعودية التي ليس فيها مثل هذه القوانين، ولو أن فقدان الطفل عقوبة في حد ذاتها.