تتأهب خمس مغاسل خيرية لتجهيز ونقل الموتى في مكةالمكرمة، وذلك لدخول واحد من أكبر المواسم في تشغيل طواقم العاملين، حيث يُعد موسم الحج الفترة الأهم، وطبقاً لمصادر متخصصة، فإن عدد الحجاج المتوقع نقلهم خلال موسم الحج يتراوح بين (900) إلى (1000) حاج، أغلبهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة تحت أسباب أمراض الشيخوخة والأمراض المزمنة. وقال "ممدوح فرحان" -مسؤول مغسلة جامع المهاجرين الخيرية في مكةالمكرمة-: إنه تم التنسيق مع وزارة الصحة لأخذ التصاريح اللازمة لدخول سيارات المغسلة والمجهزة لنقل الوفيات على مدار الساعة إلى المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى التمركز في المستشفيات المنتشرة في عرفات "مستشفى عرفات" و"مستشفى نمرة"، وكذلك في منى "منى الجسر" و"الوادي"، و"منى الشارع الجديد"، و"منى الطوارئ"، إلى جانب المراكز الصحية المنتشرة في مشعر منى، مشيراً إلى أنه لأجل هذا الغرض فقد وضعت إدارة المغسلة خطة عمل لموسم الحج، تتمثل في الحصول على الترخيص لدخول المشاعر، مع زيادة أعداد طاقم العاملين إلى (50 ) موظفا وعاملا، هذا بالإضافة إلى وجود سيارات تابعة للمغسلة تتواجد على مدار العام في كل من المستشفيات التالية "مستشفى الملك عبدالعزيز" و"مستشفى الملك فيصل بالششة" و"مستشفى النور"، إلى جانب "مستشفى حراء" و"مستشفى أجياد"، كما أنه يوجد فريق للحوادث متواجد في إدارة المرور لنقل وفيات الحوادث. وأوضح أن المغسلة تمتلك أسطولاً من السيارات، يصل عددها إلى (33) سيارة مجهزة بما يلزم لنقل حالات الوفاة، بالإضافة إلى حافلتين تنقل مرافقي الجنائز، وهناك تعاون ما بين مؤسسات الطوافة والمغسلة، حيث إن هناك سيارتين تتواجدان في مؤسسة حجاج الدول العربية ومؤسسة تركيا من بداية الموسم وحتى نهايته، هذا عدا التنسيق مع مندوبي مؤسسات الطوافة الأخرى، بحيث تنقل المغسلة الجنائز من الفنادق إلى المستشفيات مع مندوبي المؤسسات، إلى أن يتم تجهيزها والصلاة عليها ومواراتها التراب. وأكد على أن المغسلة تمتلك (33) سيارة مجهزة بأحدث ما يلزم لنقل الوفيات، بالإضافة إلى حافلتين خصصتا لنقل مرافقي الجنائز، وجميعها تعمل خلال موسم الحج، ويعمل في المغسلة (39) موظفا وعاملا، وفي أيام الموسم يصل العدد إلى (50) موظفا وعاملا، مشيراً إلى أنه من خلال تجربته العملية يطرح فكرة خدمة الحجاج في زحام الحج بسيارة متنقلة في المشاعر المقدسة، تكون مجهزة بلوازم الغسيل ومزودة بمغسلين، خصوصاً وأنه يوجد مقبرة في عرفات، وذلك حرصاً على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الإسراع في تجهيز الجنازة ودفنها، مؤملاً تخصيص مواقف خاصة بجوار الحرم بحيث تكون هذه المواقف ثابتة في أيام المواسم -رمضان والحج- وفي غير المواسم. وكانت سيدة ساهمت في بناء أول مغسلة خيرية لتجهيز الموتى في مكةالمكرمة، تحولت فيما بعد إلى مغاسل خيرية في كثير من المحافظات المجاورة، مما سحب البساط من تحت كثير من الجهات العاملة في هذا المجال، بل إن شركات ربحية وأخرى حكومية أقفلت أبوابها نتيجة انعدام الطلب عليهم. وطرح مراقبون أفكار أخرى تثري دور المغاسل الخيرية، وهي تنظيم الدورات للمواطنات بما يحقق توطين وظائف المغاسل الخيرية وتحويلها إلى مراكز لتدريب المتخصصات؛ لنشر السنة النبوية في مجال تجهيز وتكفين الموتى، مشددين على أهمية عقد ملتقى سنوي للمغاسل الخيرية بين القائمين على إداراتها؛ لمناقشة سبل الشراكة وصور التعاون بما يخلق حزمة من الأفكار النيرة، التي تعزز العمل وتوسع مساحة أعمال هذه المغاسل، توحيداً للجهود وبعداً عن الهدر في المال والأوقات، مطالبين بتنظيم ورش عمل حول صور تحقيق الشراكة الممكنة بين المغاسل الخيرية في مجال التدريب وإنتاج عبوات الأكفان، بهدف تسويقها من خلال إقامة مركز إنتاج مشترك، وبما يحقق منح المغاسل الخيرية خصومات خاصة من قبل القطاع الخاص أثناء طلبها لمستلزمات غسيل الموتى.