توفي رجل المخابرات المصرية أحمد الهوان الشهير بجمعة الشوان بمستشفى وادي النيل بالقاهرة الليلة قبل الماضية بعد أعوام من المرض والتجاهل الرسمي الذي جعله يشعر بالمرارة بعد أن كان نشاطه المخابراتي أحد العوامل التي ساهمت في تحقيق انتصار أكتوبر على إسرائيل عن عمر يناهز 72 عاما وشيعت جنازته أمس. ولد الهوان في السويس في 6 أغسطس 1939 ويعد أشهر عميل زرعه جهاز المخابرات في إسرائيل وقد جسد الفنان عادل إمام سيرة حياته وملامح من مهمته مع جهاز المخابرات في مسلسل تليفزيوني باسم "دموع في عيون وقحة" قدم في ثمانينيات القرن الماضي. وكان الهوان شديد التعلق بالسويس ولذلك حرص منذ أيام قليلة على حضور الاحتفالات بعيدها القومي وتحدث خلال الاحتفال عن نشاطه في المخابرات واهتمام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمتابعة هذا النشاط بشكل دقيق. وروى الهوان الكثير من الحكايات عن خداعه للموساد الإسرائيلي وكيف وضع الموساد في طريقه أجمل الفتيات من أجل تجنيده ، وذلك قبل أن يغدق عليه الأموال طيلة عشر سنوات أمضاها في أوروبا لكنه عجز في النهاية عن شراء وطنيته واختار هو الطريق الأصعب وهو تضليل عملاء الموساد وإيقاعهم في حبائل المخابرات المصرية بدلا عن خيانة وطنه. ولم يفارق الهوان شعوره بالتجاهل من جانب الدولة وعبر خلال احتفال السويس عن هذه المرارة لافتا الى أن هذا الاحتفال كان الأول الذي يدعى اليه. وبعثت ثورة 25 يناير روح الأمل في نفس الهوان ، لاسيما بعد أن أمر المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري منذ أشهر بعلاجه على نفقة الدولة. وكانت آخر كلمات الهوان لحشد من الشباب في قصر ثقافة السويس الثلاثاء الماضي "مصر غالية وستظل حرة وقصة حياتي رسالة افهموها".