شيعت أمس جنازة بطل أحد أشهر العمليات الاستخباراتية المصرية داخل إسرائيل أحمد الهوان، المعروف إعلاميا بجمعة الشوان عن عمر يناهز 74 عاما بعد صراع طويل مع المرض. ونقل جثمان الفقيد إلي مسقط رأسه بمدينة السويس، وشارك في الجنازة رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء مراد موافي ونائبه، وعدد من القيادات الشعبية بالسويس، بالإضافة إلي جموع المصريين. وكان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي قرر علاجه على نفقة القوات المسلحة منذ عدة أشهر. ولد الشوان في أول شهر يوليو 1937 بمدينة السويس ونشأ وتربى بها ثم اضطر للهجرة منها هو وعائلته بعد نكسة يونيو 1967، بعد أن فقدت زوجته بصرها نتيجة للقصف الإسرائيلي على المكان الذي يقيم فيه. برز دور الشوان كبطل لأحد أشهر العمليات الاستخبارية المصرية داخل إسرائيل - للشعب المصري وللجماهير العربية حينما تم تجسيده دراميا من خلال المسلسل التلفزيوني "دموع في عيون وقحة" من إنتاج التلفزيون المصري وبطولة النجم عادل إمام. وعمل الشوان داخل إسرائيل مجندا من المخابرات المصرية وتظاهر بالتعاون مع الإسرائيليين وتعرف على ما يريدونه من معلومات وقام بإخبارهم بما يريده المصريون، وبعد حرب أكتوبر زادت حاجة إسرائيل إلى الهوان وطالبوه بسرعة إرسال المعلومات وقرروا إعطاءه أحدث أجهزة الإرسال في العالم التي كان أحدها بالفعل موجودا بمصر ولم تستطع المخابرات القبض على حامله, وهنا قرر الهوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب الذي تدرب عليه جيدا مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على أحدث وأصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت. وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال، وهنا انتهت مهمة الهوان مع إسرائيل.