منذ توحيد هذه المملكة على يد الملك عبدالعزيز وبلادنا العزيزة تسير وفق نظام محكم، وطوال المائة سنة الماضية لم يحدث أي فراغ في نظام الحكم، بل ظل هذا الحكم متماسكاً قوياً. لأن رجال الحكم متمسكين بالحكمة، والحكمة ضالة المؤمن. ومن الحكمة النظر في العواقب ومراعاة الأحوال وحسن سياسة الناس. وقد توفرت الحكمة بكل مضامينها في تزكية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ليتولى منصب ولاية العهد. فسموه منذ شبابه وهو يخدم وطنه ومواطنيه في أهم مجال وهو مجال الأمن الذي يحقق رغبات الناس وييسر أمورهم. فمنذ عشرات السنين وهو يرأس مجلس أمراء المناطق وعلى اطلاع واسع بأحوال هذه المناطق. وقد حقق الكثير من رغبات الموطنين، فألزم أمراء المناطق بتيسير أحوال الناس وتلبية رغباتهم وحل مشاكلهم. والمشاركة في تحقيق المشروعات التي يتطلبها وضع كل منطقة. إلى جانب إشرافه المباشر على شؤون الحج وخططه في كل عام. وحينما عصفت بالمنطقة موجات الإرهاب، هب الأمير نايف للذود عن الوطن والمواطنين. فأنشأ مركزاً للمناصحة وتسهيل إعادة الأفكار إلى مكانها الطبيعي. فالفكر لا يواجه إلا بفكر. ووضع في هذا المركز مجموعة من الخبراء والمستشارين النفسيين والاجتماعيين، وبمشاركة نخبة من علماء الدين. وقد استفاد من هذا المركز الكثير من شبابنا. فصلحت القلوب وصفت النفوس وتوقف الإرهاب وابتعدت جذوره خارج الوطن. فشاركت المملكة في عدة منظمات أمنية ومؤتمرات وندوات، للتخفيف من حدة هذا الوباء الخطير. وبذل الأمير نايف الكثير من الجهود في هذا المجال في مؤتمرات وزراء الداخلية العرب، مما يسر إزالة جذور الإرهاب في كثير من الدول. ومعروف أن الحكمة هي ضالة المؤمن، والله سبحانه يؤتي الحكمة من يشاء من عباده، ومن الحكمة مراعاة أحوال الناس. إن جهود الأمير نايف الأمنية في وطنه وفي العالم العربي والإسلامي وتوطيد العلاقات مع كافة دول العالم أكسبته احترام الجميع، وقد اشتهر سموه بالاعتدال والوسطية وتجنّب الخصومات والأحقاد. وأصبح رجل دولة من طراز رفيع واسع الاطلاع. يتصف بالحكمة وبُعد النظر والخبرة والمهارة إلى جانب التواضع وحسن التعامل مع الناس، فهنيئاً للأمير نايف منصبه ( ولاية العهد ) ونسأل الله أن يعينه ويوفقه. * مستشار ثقافي بجامعة الإمام – متقاعد