لم تكن صبيحة يوم السبت الموافق 24/11/1432ه إلا فاجعة طوقت بزمامها على المستوى المحلي والعربي والإسلامي والدولي برحيل الأمير سلطان رجل الخير الأول، الذي كفف أدمع اليتامى والمساكين وانتشل الأسر الفقيرة من الضياع وطال خيره القاصي والداني، انه سلطان المروءة والنخوة ذو الكف الندية والابتسامة المشرقة التي فارقتنا للأبد. لاشك أن فقد هامة شامخة كالأمير سلطان ليست خسارة فقط على مجتمعنا بل على الأوساط الدولية وعلى كل من يعرف سلطان عن قرب، فشخصية الأمير سلطان الإنسانية فرضت حبه واحترامه على الجميع، فإسهاماته الخيرية كانت وما زالت نبراسا يجب أن يحتذى بها، فالأعمال الجليلة لسمو الأمير سلطان سيسطرها التاريخ كمراجع شاهدة على ثقل وأهمية وأدوار أعمال الخير للراحل العظيم. لقد كانت للأمير الراحل سلطان الحب والعطف والإنسانية مهابة ومكانة سيفتقدها الجميع، فالوفود الحاشدة على مختلف مناصبها التي جاءت لتقديم واجب العزاء في الأمير سلطان خير شاهد على حب تلك الشخصية التي كان لها تميز فريد في أوساط الأعمال السياسية والعملية والاجتماعية والاقتصادية. إن المطلع على سيرة الأمير سلطان يجد أنها سيرة مليئة بالانجازات والتطورات، فنجد أنه ابتعد عن منهج البيروقراطية في كل تعاملاته بل انه كان الرجل المناسب الذي توكل له المهام الصعاب، جمع ما بين العمل الإداري والعمل الخيري الذي سيبقى خير شاهد على ما قدمه سموه، فالفترة الطويلة التي قضاها الأمير الراحل والممتدة على قرابة 60 عاماً عاصر خلالها ملوك المملكة جعلت منه الرجل المخلص المتفاني في عمله الحريص على مصالح بلاده الداخلية والخارجية تقلد خلالها العديد من المناصب وهو في ريع شبابه وكان كفؤا لذلك. لاشك أن الأمير الراحل لديه رؤية ثاقبة للأمور فقد اتصف سمو الأمير سلطان بالتعقل والحزم في الأمور التي تحتاج لجلد وحسم، وباعتبار أن وزارة الدفاع والطيران من أهم القطاعات التي تعول عليها الدولة الشيء الكثير إلا أنه كان نعم الوزير المتفاني في إصلاحاتها وتطويرها وجعلها في مصاف القطاعات الدولية التي لها ثقلها واحترامها، كما حرص سموه رحم الله على خلق جو من المودة والوئام مع ضباط وأفراد القوات المسلحة في كل قطاعاتها، فكان نعم القائد والمسئول تجلت صفاته الحسنة لدى الجميع، رحل عنا سلطان إلا أن ما تركه من ذكر طيب وجهود طيبة ستبقى رمزاً خالداً مدى الدهر ينهل منها الجميع، غبت يا سلطان وأظلم المكان بدونك رحلت يا سلطان وأبكى رحيلك الصغير قبل الكبير رحم الله أبا خالد وجعل الجنة مثواه وألهم الجميع الصبر والسلوان لفقده وفي مصابهم الجلل. * مستشار رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية