اعتبر الدكتور محمد العوفي أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ان زيارة الفقيد الغالي سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله لمجمع الملك فهد بالمدينة المنورة من الأيام الخالدة في حياته وأثنى على فكرة إنشاء هذا المجمع الذي يعنى بطبع أشرف وأكرم كتاب جعله الله نورا وهداية حيث جاء ذلك في كلمة سطرها سموه رحمه الله أثناء زيارته للمجمع. بخط يده اعتبر الفقيد أن يوم زيارته للمجمع هو يوم خالد في حياته وقد التقت "الرياض" بالأمين العام للمجمع الدكتور محمد سالم العوفي الذي أثنى على سموه بما يستحقه من ثناء نظير ما قدمه لكتاب الله والحافظين له ومن ذلك أنه عندما تعثرت الجمعية ماديا دعمها سموه دعما جزيلا استطاعت من خلاله أن تتجاوز محنتها وقال العوفي : سلطان الخير، سلطان الشهامة، والنبل والوفاء، سلطان، سلطان، سلطان، اسم عظيم تردده شفاه كثير من الأرامل، واليتامى والمعوزين. سلطان الحب والوفاء والإخلاص للدين والمليك والوطن، مضرب المثل في الرأي السديد والخلق الرفيع ، والابتسامة المشرقة التي لا تفارق محياه، يستقبل المسؤول كما يستقبل المواطن العادي بالبشر والابتسامة والكلمة الطيبة. لا يقف على بابه أحد إلا ولبى طلبه، وأنهى مشكلته، وفرّج كربته رحمه الله رحمة واسعة . سلطان كان سلطاناً في المواقف الصعبة، تجده شجاعاً مقداماً لا يهاب الصعاب. بلغ قمة النضج السياسي في مواقفه الخارجية فكسب شهرة عالمية واسعة، وهذه الأصداء التي تتردد لنبأ وفاته، خير شاهد على ما تمتع به من مكانة مرموقة وشهرة عالمية عالية. اليوم نسمع ونشاهد الحزن العميق في كل بيت رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً لفقد سلطان الخير رحمه الله تعالى. كان رحمه الله محباً للقرآن وأهل القرآن وأذكر عندما كانت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة تعاني عجزاً مالياً أضعف قدرتها على تنفيذ مشروعاتها في فتح حلق تحفيظ القرآن الكريم. تشرفت بزيارته مع بعض أعضاء مجلس إدارة الجمعية، في قصره العامر بالمدينة المنورة. فاستقبلنا بكل حب وتقدير، وقدم دعماً سخياً للجمعية، استطاعت أن تجتاز بسببه محنتها والحمد لله. كان رحمه الله يتابع المجمع ويتابع إنجازاته ويسعى لتقديم كل ما ييسر عمله ويحقق أهدافه، وينشر كتاب الله وترجمات معانيه في مختلف أنحاء العالم. ولا أبلغ من هذه الكلمة التي سطرها رحمه الله بخط يده عندما زار المجمع في التاسع من صفر عام 1405ه وباسمي وباسم منسوبي مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أرفع أبلغ التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وجميع أفراد الأسرة الكريمة والشعب السعودي الكريم في وفاة سلطان الخير ولي العهد رحمه وأسكنه فسيح جناته.