خالف محللون اقتصاديون توقعات صندوق النقد الدولي بتباطؤ النمو الاقتصادي السعودي في 2012 إلى 3.6%، بعدما خفض الصندوق توقعه للنمو في السعودية إلى 6.5% هذا العام من توقع سابق عند 7.5%. وأشار المحللون في حديثهم ل "الرياض" بعدم وجود تأثيرات لتوقعات صندوق النقد على موازنة المملكة العام القادم مع توقعاتهم بنمو الاقتصاد المحلي بحدود 4,4%. يأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية الشهر الحالي مؤشرات نمو الاقتصاد السعودي لهذا العام ب"الجيد"، نافيا أن تكون هناك أرقام فعلية قد ظهرت، لكن الدراسات التي تجريها مؤسسة النقد ومصلحة الإحصاءات والمؤسسات الدولية تشير إلى أن نمو جيد، وقال: "مع مرور الاقتصاد العالمي ببعض التحديات ألا أن اقتصاد المملكة من الاقتصاديات القليلة التي لديها نمو صحي في العالم". وقال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أن توقعات صندوق النقد لنمو العام الحالي كانت مرتفعة جدا، ولا تتوافق مع التقديرات المحلية، فوزير المالية توقع ان يزيد معدل النمو عن 4% هذا العام، وهي تقديرات منطقية، مضيفا بأن نمو العام القادم إذا ما توافقت مع تقديرات البنك الدولي المحددة ب 3.8% فسيكون الانخفاض محدودا جدا. وأضاف: الاقتصاد السعودي قادر على تحقيق نمو إيجابي في 2012 خاصة وأننا على مشارف نهاية العام 2011 والمؤشرات الحالية لم تتغير عما كانت عليه، وأي انخفاض في الطلب على النفط، أو تراخي الأسعار سيؤثر سلبا على الإيرادات الحكومية إلا أن ذلك لن يكون محددا لحجم الإنفاق العام مع وجود احتياطيات ضخمة، ورغبة قوية لدى الحكومة بمواصلة الإنفاق بوتيرته الحالية وهو المحرك الحقيقي للنمو. واستبعد البوعينين أن يكون هناك تأثير لتوقعات صندوق النقد على موازنة العام القادم؛ وقال إن المملكة تتعامل مع الموازنة بحرفية تامة وتعتمد على فريق اقتصادي متخصص قادر على قراءة المستقبل وإعداد الموازنة وفق معايير دقيقة تأخذ في الاعتبار الحاجات المحلية، والمتغيرات العالمية، وهذا ما يفسر التحفظ الكبير الذي تنتهجه وزارة المالية في تقديراتها للموازنة، ومتوسط سعر النفط المحتسب فيها، وتعديلاتها المستمرة على الإنفاق العام وفق الإيرادات المحققة. من جهته خالف المستشار الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة توقعات صندوق النقد بشأن النمو الاقتصادي السعودي العام القادم والذي توقع أن ينمو بحدود 4,4% بناء على أسعار النفط في 2012 والذي من المتوقع نمو الطلب إلى مليون برميل يوميا بحسب وكالة الطاقة الدولية. وتوقع بن جمعة أن تكون أسعار النفط في 2012 قريبة من متوسط أسعار 2011 وإبقاء منظمة الأوبك على سقف الإنتاج الحالي، وأضاف أن هناك مبادلة بين ارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنتاج مما يدل على أن النمو الاقتصادي السعودي سيكون شبه ثابت مقارنة بالعام الحالي.