بكتك القلوب قبل العيون يا أبا خالد قال الله تعالى( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) صدق الله العظيم . رحل سلطان الكرم والشهامة سلطان الخير والمروءة وبكته المكارم وناحت عليه الحمائم. قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله إذا بكاه الناس في داخل البلاد وخارجها فهو قريب من قلوبهم فاستحق ذلك ، فهو قبل أن يكون أبا لأسرته هو أب لكل صاحب حاجة ، ماقصده إنسان في كرب ولا ضيق إلا ووجد الخير على يديه ، ونفّس عنه كربه . هيّأه الله لفعل الخير ، وجبر خواطر الفقراء وسد حاجة المحتاجين والاهتمام بالمعوزين ، ليس على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى الوطن العربي والإسلامي. قائد عظيم في قوله وفعله ، استقطب الأحداث برحابة صدره ، ورؤيته العميقة ، وأفقه الواسع رحمه الله. انظروا إلى العالم كيف حزن على سلطان في مشارق الأرض ومغاربها ، شهد له بالخيرية العدو قبل الصديق ، والبعيد قبل القريب ، والضعيف قبل القوي ، والفقير قبل الغني . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال (يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار قالوا بم ذاك يا رسول الله قال بالثناء الحسن والثناء السيئ أنتم شهداء الله بعضكم على بعض ). ليعلم كل من شاهد سيرة الأمير سلطان، رحمه الله، المعروضة عبر وسائل الإعلام أن ذاك قليل من كثير من مآثره وخصاله الحميدة وسجاياه الطيبة وسيرته العطرة. لله درك يا سلطان، هناك من تدمع عيناه فرحا بمآسي الناس وعذاباتهم وهناك من تدمع عيناه خشية من الله ورأفة بالبشر. إن أبلغ ما يمكن أن توصف به يا أبا خالد هو أننا نحسبك إن شاء الله ممن قال الله فيهم : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) . رحمك الله يا سلطان بن عبدالعزيز وأسكنك جنات النعيم فقد بكتك القلوب قبل العيون. يا أميراً جاد في الدنيا بماله اجعل الفردوس ياربي مآله *عميد كلية خدمة المجتمع جامعة الطائف