إن العمل الخيري والإنساني الذي نتشرف القيام به لوجه الله تعالى، يتطلب بذل الجهود الصادقة والمخلصة وتسخير كل الامكانات ليؤدي هذا العمل النتائج الإنسانية المرجوة منه الذي يتطلع إليها كافة الشرائح المستفيدة من هذا العمل. إنني وأبنائي أعضاء الأمناء ومنسوبي مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، نحتسب إلى المولى عز وجل كل جهد نقوم به ومهما بذلنا فإننا نتطلع إلى المزيد تجاه المجتمع بكافة شرائحه حتى تؤدي هذه المؤسسة رسالتها السامية «سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله». أيها الإخوة والأخوات الأعزاء.. هذه المقدمة هي بقلم الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - وذلك بمناسبة إقامة مؤسسة الأمير سلطان الخيرية هذا الصرح الإنساني الكبير الذي شيده - يرحمه الله - لخدمة شريحة عزيزة على قلبه من أبناء مملكتنا الغالية. فعندما نتمعن سوياً قراءة تلك الكلمات التي توهجت منها معاني الإنسانية وأصالتها الراسخة تجلى بوضوح أمام أعين الجميع صورة أكثر قرباً لسيرة الأمير الراحل التي اتخذها عنواناً عليه سلطان الكرم والخير في حياته منذ عرفته صحاري نجد وهضابها. فقد حباه الله وأحبه وميزه بخصال الجود والكرم وحب الخير ومساعدة المحتاجين وسخر نفسه للعمل الإنساني وقدم الكثير خدمة للإنسان السعودي، ممن تقطعت بهم السبل وجارت عليهم ظروف الحياة وقسوتها. وفي هذا سنذكر قول سموه ذات يوم وكانت مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية في بداية تأسيسها «أنا وما أملك عدا سكني الخاص هي ملك لهذه المؤسسة الخيرية ومشاريعها التي تعنى بأعمال البر والخير». إذا جف الخير من القلوب وعم البخل بين الناس فمن يجرؤ على الاقدام في بناء المشاريع الخيرية وكم سيموت من الناس وقت ذلك، جوعاً وكمداً فمن يساعد العاجز ومن يداوي المريض ومن يقوم برعاية اليتيم وتأهيله، ومن يعطف على الكبير ويرحمه. إن الإنسان المسلم لا يتصف بالبخل لأنه خلق ذميم ويبغضه الله سبحانه والناس أجمعين وقد ذم الله ورسوله البخل في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فقال عز وجل (ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير). وقال تعالى: (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً). إن الله جل شأنه يحب الكرم لأنه منبثق من أسمائه الحسنى والكرم عز في الدنيا، وشرف في الآخرة.. وحسن الصيت.. وخلود جميل الذكر.. وكذلك يجعل الإنسان محبوباً من أقاربه والناس أجمعين. ومن يبذل الخير والجود والإنفاق ثوابه وأجره عظيم عند الله وقد ذكر ذلك عز وجل في محكم كتابه فقال تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). وقال تعالى: (وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل، بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إياكم والشح فإنه أهلك من قبلكم». مهما كتبت ومهما قلت فهي نقطة من بحر كرمه الفياض - يرحمه الله - نسأل الله العلي القدير ان يتغمد فقيدنا الغالي «أبا خالد» بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.