بالأمس أعلن عن وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، ووفاته خسارة كبيرة للوطن الذي فقد إنسانا يرمز له بكل خير وعطاء قبل أن نفقد مسؤولا وحاكما ، المملكة تفقد " سلطان الخير والعطاء " ولعل أبرز ما قرأت هو ما قاله بنفسه رحمة الله عليه وصرح به لوسائل الاعلام قبل سنوات " كل ما أملكه في المملكة من مبان وأراض وكل شيء عدا سكني الخاص هو ملك لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية "، فلم يبق من ماله شيء سواء أن كان منقولا أو غيره إلا ومنحه لمؤسسة سلطان الخيرية ، التي تأسست في العام 1995م وهي صرح شامخ وكبير من الخدمة الإنسانية الحقيقية ، فهي لخدمة وعلاج الجميع مجانا . وحينما نعدد ما قام به الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمة الله عليه من عمل فلن نستطيع تعدادها، فقد قدم الأموال لعتق كثيرمن الرقاب ودفع الدية قبل القصاص، ودفع الكثير من المال لإخراج المدينين من السجون ، وساهم بعلاج المرضى بلاحدود، أما في المجال التعليمي فيصعب حصر ما قدم الأمير سلطان رحمة الله عليه ، فمن ذلك جامعة سلطان الأهلية ودعم كلية دارالحكمة بجدة، ودعم مشروعات أبحاث الإعاقة ، ودعم وإنشاء مراكز وعلاج القلب ، ودعم جامعة الأمير فهد بن سلطان ، ودعم جامعة الملك سعود سنويا ب 10 ملايين ريال ، وأيضا صندوق الأمير سلطان لدعم مشاريع السيدات بالدمام ، ودعم الإسكان الخيري بلا حدود، هذه نماذج لما قدمه سلطان الخير رحمه الله ، وحين نقرأ ما قال الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن الأمير سلطان بقوله " إن الأمير "سلطان " بطبعه منذ خلق ، وهو مؤسسة خيرية بذاته، وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لابد ان يكون له فيه عمل خير، فسلطان بحق مؤسسه خيرية قائمة بذاتها ". فلا قول بعد قول الأمير سلمان بن عبدالعزيز في وصفه لأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمة الله عليه ، وبذلك نعرف حجم المصاب الجلل الذي أصابنا والوطن بفقدان إنسان الخير والعطاء ، رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته ولاحول ولا قوة إلا بالله.