اعتبر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان إخراج اليمن من أزمته الخطيرة الراهنة هي مسؤولية الجميع في السلطة والمعارضة على حد سواء وتغليبهم مصلحة الوطن والشعب على كل الاعتبارات. واشار هادي خلال ترؤسه أمس اجتماعاً إستثنائياً للجنة العامة لحزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم وحلفائه قادة أحزاب التحالف الوطني، إلى «أهمية تحمل المسؤولية الوطنية في هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي يمر بها اليمن في ضوء المواقف المتصلبة التي أدت إلى تعقيدات لا يمكن استمرارها، بعدما بلغت مدى خطيراً ومؤسفا». وكان الإجتماع كرس لبحث التطورات والمواقف الدولية من الازمة اليمنية وتداعياتها الداخلية، بالإضافة إلى تقرير موفد الاممالمتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر والمواقف والأراء التي تم تداولها في اجتماع مجلس الأمن الأخير. وكان بن عمر كشف في تصريحات لإذاعة الأممالمتحدة عن اتفاق الأطراف اليمنيين على «تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة بمرشح توافقي»، بعد أن يقوم الرئيس علي عبدالله صالح بتفويض نائبه إدارة المرحلة الانتقالية الأولى، التي تشمل تشكيل حكومة إجماع وطني وانتخابات مبكرة. وأضاف بن عمر ان «هناك أفكاراً كثيرة متفق عليها، وقواسم مشتركة يمكن أن تكون أساساً للحل، وعلى القادة السياسيين أن يتحملوا المسؤولية بشجاعة للدخول في المرحلة الانتقالية. ولا يجوز القول إن العملية السياسية في اليمن في مأزق تام، وأنه ليس هناك أي أمل... بالعكس هناك اتصالات تدور بين جهات وأطراف سياسية» لإنهاء الأزمة. وأشار إلى أن «الاتفاق على العملية الانتقالية لن يكون إلا في إطار تفويض السلطة للنائب، وتنظيم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بمرشح توافقي»، موضحاً أن هناك «إجماعا (يمنيا) على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية والدخول في مرحلة انتقالية لمدة عامين يتم خلالها مراجعة الدستور اليمني». ولفت ابن عمر إلى أن المرحلة الانتقالية ستتضمن «حواراً سياسياً واسعاًً بين مختلف القوى اليمنية، من بينها قوى الحراك الجنوبي المؤيدة للانفصال في الجنوب، وجماعة الحوثيين المتمردة في الشمال، وحركة الشباب الاحتجاجية» المنادية باسقاط النظام. وكانت الحكومة اليمنية جددت اول من امس تمسكها بالمبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة، وقال وزير الخارجية أبو بكر القربي أثناء لقاء مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي إن «الحكومة متمسكة بالمبادرة الخليجية ومستعدة للتوقيع عليها وفقا لتفويض الرئيس علي عبد الله صالح لنائبه هادي بهذا الشأن»، مؤكداً «أهمية الدور الخليجي للوصول إلى حل سياسي». وفي القاهرة (الحياة)، نظم عشرات المقيمين اليمنيين تظاهرة أمام مقر جامعة الدول العربية تطالب بدعم «حقوق الجنوب في الحرية والكرامة واستعادة دولته المستقلة والضغط على نظام علي صالح لوقف المجازر والاعتقالات غير المشروعة في حق ابناء الجنوب». وقال أحد المشاركين في التظاهرة الدكتور جعفري الشلالي في جامعة عدن أن «المطلوب طرد المحتل الشمالي لأرض دولة الجنوب، ولن نقبل بعد اليوم باستمرار الاحتلال واستغلال الارض والثروات». وكان الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي استقبل أول من أمس الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق أبو بكر العطاس، واستعرض معهما التطورات في المنطقة والأزمة اليمنية ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل انتقالي.