غليان الشارع التونسي بكل أطيافه مازال على أشده بعد عرض الشريط الإيراني "برسيبوليس" الكرتوني الذي بثته قناة "نسمة تي في" والذي احتوى مشاهد تجسد الذات الإلهية هزت مشاعر التونسيين الذين عبروا كل بطريقته عن شدة غضبه مما أتته هذه القناة من فعل " خبيث " حيث نزل بعضهم الى الشارع في مسيرات للتنديد وسعى البعض الآخر لمهاجمة مقري القناة بالعاصمة وتوجه البعض للقضاء مطالبا بغلقها ومحاسبة من كان وراء ما آتته القناة من جرم بالغ .. بعض الأحزاب السياسية توحدت في موقف واحد و استنكرت في بيانات لها ما احتواه الشريط ...فقد أدان حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي اللجوء إلى العنف كأداة للتعبير، رافضا المساس بالمقدسات الدينية مهما كانت التبريرات. وأكد الحزب في بيانه أن هذه المقدسات والثوابت الوطنية - خط أحمر- لا يمكن لأي كان تجاوزه وأن حرية الإعلام وغيرها من الحريات لا يمكن أن تعلو عليها، مهما كانت الجهات التي تقف وراءها.ومن جهته اتهم حزب قوى 14 جانفي 2011 القناة التلفزية الخاصة بالمساس الصارخ بمقدسات الشعب التونسي، بعد تمريرها لشريط "برسيبوليس" أي "بلاد فارس" الذي وصفه الحزب بالمنافي لقيمنا الإسلامية الراقية.وأدان الحزب في بيان له اختيار هذه القناة بث هذا الشريط في ظرف حساس تتطلع فيه البلاد إلى القطع مع الماضي الأليم وتستعد بنسق حثيث لمرحلة جديدة أساسها الديمقراطية والعدالة والمساواة.وبدوره ندد حزب الشباب الحر بشدة صمت الحكومة إزاء بث هذا الشريط، منددا بقناة "نسمة" وصاحبها. وكتب في بيانه الإسلام هو الحداثة وهو من أكد على الانفتاح وشجع على طلب العلم والأخذ بناصية العلم ولم ينكر على أحد التبصر الثقافي. كما أعرب القسم الإعلامي بالسفارة الإيرانية بتونس عن "استغرابه" من عرض فيلم "برسبوليس" في تونس، معتبرا أن هذا الفيلم الذي بثته مؤخرا قناة "نسمة" الخاصة، "إلحادي"يحتوي "مضامين تمس من المسلمات الدينية الكبرى" مثلما يسعى "لعرض صورة غير واقعية ومزيفة عن المجتمع الإيراني".وذكر البلاغ أن هذا الشريط الذي "تم إنتاجه باللغة الفرنسية في أوروبا من قبل مخرجة فرنسية ذات أصول إيرانية" يمثل حلقة من سلسلة المحاولات التي يقوم بها خلال السنوات الأخيرة لوبي إعلامي عالمي بهدف "الإساءة للدين الإسلامي والمعتقدات والمقدسات الدينية".