تبنى منتدى الرياض الاقتصادي المنبثق من غرفة الرياض منهجية علمية متميزة غير تقليدية تستهدف إجراء دراسات جادة رصينة متعمقة للقضايا الرئيسية للاقتصاد الوطني والمعوقات التي تعترضه، بما يخرج بتوصيات ونتائج تطرح حلولاً سلسة وعملية قابلة للتطبيق تسهم في تعزيز أركان الاقتصاد الوطني وترتقي بمستويات المعيشة وتحقيق المزيد من الرفاهية للمواطنين، ويتولى المنتدى رفع التوصيات والنتائج إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى وراعي المنتدى حفظه الله حيث يحيل التوصيات إلى المجلس الاقتصادي لدراستها والنظر في إمكانية تطبيق ما يصلح منها لخدمة الاقتصاد الوطني وتطوير هياكل الدولة. ومع تواصل الجهود وتكثيف الاستعدادات لانعقاد الدورة الخامسة للمنتدى والمقرر في الفترة من 17- 19 ديسمبر القادم، فإن من المهم أن نسلط الضوء على الآلية التي يتبعها المنتدى لاختيار محاوره وقضاياه، ومن ثم طرحها للدراسة لدى مكاتب استشارية متخصصة وذات سمعة طيبة، ما هي الخطوات التي يتبعها المنتدى لإنجاز دراساته؟ هذا ما سوف نكشف عنه عبر هذا التقرير، ونضع أمامكم قراءنا الأعزاء صورة لآلية عمل هذا المنتدى الاقتصادي الهام وما هي السمات التي تميزه عن غيره من المنتديات المحلية والإقليمية والعالمية؟ وكيف يعمل على دعم كفاءة الاقتصاد الوطني؟ مساع مستمرة لتطوير أطر وآليات عمل المنتدى لخدمة الاقتصاد الوطني وتدعيم كفاءته منهجية متميزة: في البداية يشرح المهندس سعد بن إبراهيم المعجل نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض ورئيس مجلس أمناء المنتدى المنهجية التي اعتمدها المنتدى لمعالجة قضايا الاقتصاد الوطني، فيوضح أن القائمين على المنتدى رأوا تبني منهجية متميزة غير تقليدية لاختيار القضايا التي سيناقشها في كل دورة، ففكروا منذ انطلاقة دورته الأولى عام 2003م، أن يتم اختيار القضايا من خلال حشد كبير من الشخصيات الاقتصادية من الخبراء والأكاديميين والمفكرين ورجال وسيدات الأعمال يتراوح عددهم ما بين 250 إلى 300 شخصية يمثلون مناطق المملكة، الغرف التجارية، الجامعات، فضلاً عن نخبة من المسؤولين الحكوميين. وقال المعجل إن هؤلاء الخبراء يتوزعون إلى خمس ورش فرعية تمثل كل ورشة منها محوراً من محاور المنتدى الخمسة الرئيسية والتي تغطي قطاعات الاقتصاد الوطني، ثم يجتمعون جميعاً في ورشة عمل رئيسية يطرح خلالها كل مشارك أهم القضايا التي تواجه الاقتصاد الوطني من وجهة نظره، ثم يتولى مجلس أمناء المنتدى تجميع القضايا وتصنيفها وترتيبها وتوزيعها على خمس ورش عمل فرعية، وتضطلع كل ورشة باستعراض القضايا المعروضة عليها والتي تكون كل مجموعة منها مترابطة ومندرجة تحت قطاع من القطاعات الرئيسية للاقتصاد الوطني، وتشكل في النهاية المحاور الرئيسية التي سيتدارسها المنتدى. الامير نايف مفتتحاً منتدى الرياض الاقتصادي نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وأوضح أن منهجية المنتدى لا تقوم على المشاركة بدراسات أو أوراق عمل تقدم من خلالها رؤى فردية، وإنما يتم تحديد الموضوعات التي يناقشها المنتدى وكذلك الدراسات التي يتم إعدادها لإلقاء الضوء حول تلك الموضوعات وطرحها للبحث الجماعي من قبل الكثير من المعنيين والمهتمين بالشأن الاقتصادي من مسئولين حكوميين ورجال وسيدات أعمال وباحثين وأكاديميين وغيرهم. خمسة قطاعات رئيسية: وأوضح المعجل أن المجلس اعتمد في تعامله مع قضايا الاقتصاد الوطني على أساس تقسيم الاقتصاد إلى قطاعات خمسة رئيسية وهي تقسيمات تتوافق مع المعايير المعتمدة دولياً وتتضمن: قطاع الأعمال، الموارد البشرية، البنية التحتية، الموارد الطبيعية، والسياسات والتشريعات والأنظمة، حيث يعهد لكل ورشة فرعية مناقشة الموضوعات التي سبق اقتراحها من المشاركين، مع إعطائهم الصلاحيات لبلورة المقترحات، وإضافة موضوعات جديدة يراها المشاركون في الورشة على أن تنتهي الورشة لتستقر على موضوعات رئيسية من 3 5 قضايا وترتيبها وفق الأهمية الموضوعية والاقتصادية. وأضاف أنه يدعى كل رئيس ورشة فرعية إلى تقديم عرض للقضايا التي اختارتها ورشته والأسباب الموضوعية التي حملت المشاركين على اختيارها، ومن ثم يجري التصويت على القضايا المختارة من الورش الفرعية وترتيبها حسب أولويتها نتيجة التصويت عليها. وتابع المعجل أن مجلس الأمناء يعود بعد ذلك إلى الانعقاد وإجراء استعراض شامل وتقييم القضايا التي اختارتها الورشة الرئيسية، ومن ثم يستقر على إعادة ترتيبها. مكاتب استشارية جادة لإجراء الدراسات: وأوضح رئيس مجلس أمناء المنتدى أنه يتم بعد ذلك طرح القضايا للدراسة، عبر خطوات تتمثل في قيام الأمانة العامة للمنتدى بتحديد الإطار العام لكل دراسة، مع تحديد عناصرها والأهداف المؤملة من إجرائها، ثم يوجه العرض إلى المكاتب الاستشارية الجادة وذات الخبرة والسمعة الحسنة الوطنية والأجنبية العاملة بالمملكة، ويطلب منها أن تقدم عروضها حول الدراسات المطلوبة، ثم يتم دراسة العروض واختيار الأفضل والأجود منها، ومن ثم تخصص حلقات عمل لكل دراسة لمناقشة هيكلها بمشاركة خبراء متخصصين، بحيث تناقش الحلقة الأولى أهداف الدراسة، منهجية إعدادها، عناصرها، والمراحل الزمنية لتنفيذها، والثانية تخصص لمناقشة سير الدراسة بالتركيز على الدراسة الميدانية. منبر اقتصادي جاد: وعما حققه منتدى الرياض الاقتصادي بين أن أكثر ما يميز المنتدى منهجيته التي تقوم على إشراك أكبر عدد ممكن من رجال وسيدات الأعمال والمهتمين والمعنيين بالشأن الاقتصادي ورجال الأعمال في تشخيص وبلورة القضايا الاقتصادية المحورية والأكثر إلحاحاً لدعم مسيرتنا الاقتصادية، مؤكداً حرص مجلس إدارة غرفة الرياض ومجلس الأمناء على إدخال التطوير والتحسين المستمرين على آلية ومنهجية عمل المنتدى رغبة في زيادة فعاليته وتحقيق أهدافه الخيرة لخدمة الاقتصاد الوطني وتعزيز الشراكة الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص.