الحقيقة لا أعلم كم تشكل نسبة المكفوفين من مجمل العاطلين ولكني واثق من وجود حالات عديدة تعاني تحديا للمكفوفين في سوق العمل..الحقيقة من يعود للتاريخ يجد الكثير من العباقرة كانوا يعانون من بعض الإعاقات ولكن ذلك لم يمنعهم من مواجهة التحدي الذي واجههم ، وأثروا وأضافوا للحضارة الإنسانية مالم يثره المبصرون. في لقاء تلفزيوني تحدث فيه معلم المكفوفين ( وهو نفسه مكفوف ) الأستاذ عبد المحسن الدعيرم بحديث طويل عن تحديات المكفوفين وبعض مشاكل الوعي الإجتماعي والتي قد تظلم ويكون المكفوفون من ضحاياها...للمعلومية الأستاذ عبدالمحسن ليس معلما عاديا لبدايات التلقين للمكفوفين بل هومعلم للحاسب الآلي.. وكم من مبصر محبط لا يعرف طريق التقنية وقلم العصر الحديث وهو الحاسب الآلي. أولاً اشتكى من حالات اجتماعية حزينة فقد روى عن صبي تركه أهله يعيش حياة (بهيمية) باعتقاد أنه معوق إعاقة دائمة وتركوه يسير على أربعة أطراف...هذا أبشع الظلم وأنا شخصيا أطالب بأبشع العقوبة لأبوين أهملا ولدهم لهذه الدرجة وأضاف الدعيرم أن إعادة تأهيله أخذ أكثر من ثلاثة أشهر لمجرد تعليمه المشي ثم الارتقاء به علميا ... والأكثر تحدثيا كانت روايته عن كيفية التواصل مع الإخوة الآخرين من المكفوفين في الأماكن البعيدة والتحدي اللوجستي لهم. الحقيقة إن تأهيل أي معوق مهما كانت إعاقة هو الواجب الأساسي لرفع القدرات تبعا لتحديات سوق العمل ... المكفوف لا يريد الرحمة بل يريد بنية تساعده على التحدي مثلا مواكبة نقل الكتب الحديثة للمتابعة والتطور وقد أشتكى الدعيرم من ارتفاع التكاليف ، ثانيا قانون يراعي عدم رفض المكفوف طالما يمتلك القدرات الأساسية وعلى المكفوف أيضا مراعاة احتياجات سوق العمل وأن لا مجاملة لكونه مكفوفا يخوض التحدي لكن مع المراعاة....ولابد من توضيح ومساندة الإعلام لإبقاء التواصل بين المجتمع ومراكز التأهيل وكذلك مراكز التأهل ووزارة العمل لفهم المهارات والقدرات الكامنة التي قد يضيفونها ومدى حدود الفرص التي سوف تساندها وزارة العمل. أخيرا أضيف أن المكفوف تظهر عليه ملامح الذكاء أوضح من المبصر بسبب اعتماده على بصيرته في غياب البصر مما يجعله ويجبره أن يكون أكثر توقدا وهذا ما رأيته في الأستاذ الدعيرم أثناء حواره في قناة الإخبارية ومتابعته لأحداث وأخبار كثير من المبصرين لم يسمعوا بها فتذكرت الشاعرعندما قال: اخلع نظارتيك ما أنت أعمى إنما نحن جوقة العميان