ينتظر المنتخب السعودي الأول واحدة من أهم مبارياته في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014 في البرازيل، وهي المباراة التي سيلعبها أمام تايلاند في بانكوك، وتكمن صعوبة المباراة لأنه تواجه عقبتين: أولاهما لأنها تلعب أمام منتخب تطور كثيرا على أرضه، وثانيهما أن المنتخب بدأ الطريق عليه بسبب إهداره خمس نقاط في لقاءيه الماضيين، لو نالها أو نال جزءا منها لخفف من الضغط النفسي عليه، سيما أن الجمهور لا يزال غير واثق من قدرات المنتخب بعد الإخفاقات المتتابعة التي حدثت له في السنوات القليلة الماضية، وهي التي فرضت على المسؤول إدخاله المستشفى لتجرى له عمليات عدة لا يدرى هل نجحت أم لا، وهذه التصفيات مرحلة اختبار أولي للمنتخب، والجمهور عموما ينتظر النتيجة ليطلق حكمه المبدئي على المنتخب، وهو حكم سيوجه إلى الجهازين الإداري والفني، وإلى خطة التطوير عموما. تايلاند تفاجئ الجميع لا يخفى على الجميع حجم الضغط الذي يواجه إدارة المنتخب، ويزداد الضغط مع مرور الوقت في هذه المسابقة، لقد وضع المنتخب قدميه في ماء بارد بعد ظهور تقسيم منتخبات آسيا في هذه التصفيات حينما اطلع على حجم المنتخبات في مجموعته، ووجد أن دربه معبد مع المنتخب الإسترالي لكونهما الأقوى في هذه المجموعة، وهو ما يعني تأهلهما إلى المرحلة التالية، لكن بروز المنتخب التايلاندي بشكل لافت للنظر فاجأ الجميع، وكانت أولى خطواته القوية واللافتة تقديمه مستوى رائعا أمام أستراليا في أستراليا، وهو ما جعل المنتخب الأسترالي لا يفوز عليه إلا بشق الأنفس في وقت متأخر بهدفين اثنين، ثم إن تايلاند فاز على المنتخب العماني بثلاثة أهداف، وهو الآن يعد عدته ليلحق المنتخب السعودي بجاره عمان، الطموح التايلاندي وضح أنه طموح عال، ولن يتوقف حتى يصل إلى البرازيل، وهذا بالطبع سيكون على حساب السعودية أو أستراليا. محمد نور المنقذ أدرك المنتخب السعودي حجم المنتخب التايلاندي وقدر تطوره، ولذا فإنه غيّر من خارطة استعداده، رحل إلى ماليزيا ليقيم معسكره هناك، وهي الدولة القريبة من تايلاند، والمشابه لها في مناخها وجغرافيتها، واختار المنتخب الأندونيسي، ومن الاستعداد كذلك تغيير خارطة المنتخب، فاستدعى المدرب الهولندي رايكارد اللاعب المختلف عليه محمد نور، وهو الذي رفض اختياره حينما تسلم مفاتيح المنتخب ووضع تشكيلته لأنه "لا يناسب طريقته، ولا يحتاجه" لكنه الآن احتاجه فاختاره، وهو يعول عليه تحسين الأداء كما يعول عليه الجمهور. ما سيساعد المدرب الهولندي على تسهيل مهمته تحسن معلوماته عن المنتخب مع مرور الوقت، فالأيام التي قضاها فيما بعد مع اللاعبين جعلته يطلع على إمكانتهم بشكل أفضل، وهو ما يعني تحسنا في اختيار العناصر، وقدرة على وضع الخطة التي تناسب إمكاناتهم. تقليم مخالب تايلاند يعتبر كثير من النقاد لقاء تايلاند منعطفا خطرا قد يتجاوزه فيسلك شيئا فشيئا طريق النجاة، وقد ينقلب فيصعب حينئذ إصلاح الوضع، الأمر كذلك، لكن لقاء تايلاند ليس هو نهاية المشوار، فالمنتخب الأخضر سيتبقى له بعد تلك المباراة ثلاث مباريات أخرى مع نفس المنتخبات هي مباريات الإياب، ولو أن المنتخب خسر لا قدر الله فإن إمكانية التعويض ثم التأهل ورادة رغم صعوبتها. العمل على تجاوز هذا اللقاء أمر يجب أن يسعى له أعضاء المنتخب جميعهم، تجاوزا نفسيا قبل أن يكون تجاوز نتيجة، وإذا ما حدث هذا فإنه إضافة إلى رفع "الأخضر" درجة إلى الأعلى فهو سيقلم بعض مخالب المنتخب التايلاندي، إذ سيحد من توهجه، ولا يخفى أن لإدارة المنتخب الدور الأكبر في ذلك، خاصة من قبل مدير إدارة المنتخبات محمد المسحل الذي لحق بالمنتخب فيما بعد. وجود المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني مساعدا لرايكارد سيسهل التهيئة النفسية، وسيشكل دعامة قوية وحلقة وصل بين المدرب واللاعبين، وهو يتمتع بصلاحية جيدة استسقينا معلومتها من ذهابه إلى تايلاند ليطلع على مباراة ودية للمنتخب التايلاندي، وذهابه إلى هناك خطوة جيدة من قبل الجهاز الفني سيستفيد منها بالتأكيد. عين الرقابة مفتوحة على الجميع تجنباً لإلحاق أي تقصير بإدارة المنتخب فإنه يفترض أن يذهب إلى تايلاند لحضور اللقاء من قبل أكبر قدر من المسؤولين، فتواجدهم في قلب الحدث المحفز الأكبر للاعبين ومؤكدا لهم على أن أداءهم تحت عين الرقابة، وأي تقصير من قبل أي فرد داخل الملعب أو خارجة قد يشعل المشكلة، ثم تحل الكارثة، والكارثة هنا هزيمة قد يصعب تعويضها، ومع مرور الوقت واقتراب اللقاء فإنه الإعداد قد اقترب من الجاهزية، وبقي دفع اللاعبين بالتشجيع لهم لكي يؤدوا بأفضل صورة ممكنة.