عشنا عدة سنوات حمى تصنيف الجامعات التي كشفت عن جامعتنا السعودية وهي تحتل ذيل القائمة مما جعل الجامعات تتسابق لإعادة ترتيبها وحجز مواقع متقدمة في قوائم التنصيف, وهذا ما حدث حيث قفز عدد من الجامعات قفزات ماراثونية قياسية باتجاه المقدمة، وبغض النظر عن صحة مثل هذا التوجه من عدمه وتعميقه وتجذيره والآليات التي استخدمت فيه وانعكاساته على المخرجات ونوعيتها وجودتها سواء من الناحية التعليمية والبحثية وغيرها إلا أنه قد أحدث حراكاً أكاديمياً إيجابياً في أوساط التعليم العالي. ولسنا الان بصدد الحديث عن سلبيات وإيجابيات ومبررات بل وتكاليف هذا الحراك. غير أنني اطلعت مؤخرا على تقرير يصنف الخطوط الجوية الناقلة على المستوى العالمي حيث تم تكريم العشرة الأولى منها في باريس مؤخراً. اللافت للنظر أن أغلب الشركات الفائزة التي احتلت المراتب العليا هي في المنطقة الآسيوية وقد جاء التصنيف وفق معايير محددة تعتمد على رضا العملاء في كافة درجات الطيران ( الأولى _ درجة الأعمال _ السياحية ) وقد شمل هذا الاستبيان قرابة عشرين مليون راكب على مستوى العالم واستمر جمع البيانات وإجراء المقابلات الشخصية مدة عشرة أشهر، والغريب في الأمر أن بعض الشركات الفائزة قد دخلت السوق حديثا ومع ذلك فاقت بعض الشركات العملاقة والهرمة والمخضرمة وذات الامكانات الضخمة!!!. لقد فرحت أيما فرح بهذا التنصيف لسبب واحد أتعلمون ما هو..؟ قلت لعله يحدث حراكا إيجابيا لدى الخطوط الجوية السعودية كما أحدثه تصنيف الجامعات لتسعى لأن تحجز لها موقعا بين العشرة الأولى. ولعل ذلك يكون قريبا وبفاتورة منطقية...