في إطار مقترح خادم الحرمين الشريفين حول تسريع الأداء ، وإزالة العقبات التي تعترض العمل المشترك ، أقرت الدورة 29 للمجلس الأعلى في 2008م ، إعداد إستراتيجية للعمل الإعلامي المشترك بين دول مجلس التعاون لعشر سنوات قادمة . وقامت المملكة ممثلة بوزارة الثقافة والإعلام بإعداد الدراسة وعرضها على المجلس الأعلى حيث تم اعتمادها من قادة دول المجلس. هذا وأولت دول مجلس التعاون الست جل اهتمامها منذ قيام المجلس بالمجال الإعلامي ، وحققت الكثير من الانجازات الإعلامية في مسيرة العمل الإعلامي المشترك ، وعملت على مواكبة التطورات الإعلامية التي يشهدها العالم ، وهدفت دول المجلس من خلال هذا العمل الدءوب والمنظم إلى توحيد السياسات الإعلامية لدول المجلس والوصول إلى صيغة موحدة تراعي الأهداف الأساسية لمجلس التعاون في مجالات الإذاعة ، والتلفزيون ، والصحافة ، ووكالات الأنباء ، والمطبوعات ، والإعلام الخارجي . كما تهدف إلى توثيق التنسيق والترابط بين المؤسسات الإعلامية لتتمكن من تحقيق أهدافها ومسؤولياتها تجاه المواطن ودول المجلس بشكل أشمل ، وتسخير جهدها وإنتاجها الإعلامي للمصلحة المشتركة. تحقيق التكامل وتطوير صناعة الإعلام والإعلان والسياسات والتشريعات وتنمية الموارد البشرية ويطمح التعاون الإعلامي في دول المجلس إلى توحيد السياسات الإعلامية من خلال البحث في نقاط التماثل والتقارب بين السياسات الإعلامية القائمة في دول المجلس وصولاً إلى تصور مشترك أو صيغة موحدة تراعي الأهداف الأساسية التي قام من اجلها مجلس التعاون. وسنستعرض إستراتيجية العمل الإعلامي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية 2010- 2020م ، والتي ناقش مسؤولو وكالات الأنباء بفي دول مجلس التعاون خلال اجتماعهم في الأسبوع الماضي في الرياض ما يتعلق بوكالات الأنباء . وقد جاءت إستراتيجية العمل الإعلامي المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2010- 2020م ، في كتيب من 25 صفحة حصلت "الرياض" على أول نسخة تم إصدارها من الأمانة العامة لمجلس التعاون . وتضمنت مجموعة من الأهداف والبرامج ، في مقدمتها تعزيز التعاون وفرص الوحدة بين مجلس التعاون ، والتي تعتمد على ترسيخ الهوية الخليجية والعربية الإسلامية لدول مجلس التعاون ، وتعميق المواطنة الخليجية ، ودعم ترابط المجتمع الخليجي وأمنه واستقراره ، مع تنمية الوعي المجتمعي لدى المواطنين والمقيمين وفي مقدمتها الحقوق المدنية والسياسية ، ودعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال إبراز جهود الأمانة العامة بمجلس التعاون ونشاطاتها وفعاليتها ، مع دعم التعاون والتكامل بين المؤسسات " الرسمية وغير الرسمية " في دول مجلس التعاون " . أما الإستراتيجية الثانية للعمل الإعلامي المشترك ، فتنص على تعزيز علاقات دول مجلس التعاون مع العالم ، بمجموعة من البرامج للتعرف على دول مجلس التعاون وثقافتها وحضارتها ومنجزاتها ، وبناء صورة ذهنية تسلط الضوء على السماحة والوسطية للدين الإسلامي ، لكسب تأييد الرأي العام العالمي ، وتعزيز موقع دول المجلس عربيا وإسلاميا . تليها الاستراتيجية الثالثة لتؤكد على تحقيق التكامل الإعلامي بين دول المجلس ، والتوسع في التنسيق والتعاون الإعلامي بين دول مجلس التعاون ومن أهم برامجها تخصيص جائزة خليجية تحت مظلة مجلس التعاون تمنح لأفضل قناة فضائية وأفضل عمل إعلامي هادف ، إضافة إلى التوسع في إقامة مدن إعلامية في دول المجلس وتسهيل الفرص الاستثمارية الإعلامية بها . أما الهدف الاستراتيجي الأخير فيلزم بالارتقاء بمستوى الإعلام في دول المجلس بتطوير صناعة الإعلام والإعلان في دول المجلس ، مع تطوير السياسات والتشريعات الإعلامية وتفعيلها ، وتنمية الموارد البشرية العاملة في مجال الإعلام في دول مجلس التعاون لتوطين الوظائف الإعلامية ، وتطوير الأساليب الإعلامية الاحترافية في العمل الإعلامي وتوظيف البحث العلمي من خلال تشجيع البحوث والدراسات الإعلامية المشتركة بين دول المجلس، وإنشاء كرسي بحثي جامعي للإعلام الخليجي على أن يتم مراجعة الاستراتجيات كل ثلاث سنوات للوقوف على ماتم انجازه ومعالجة العقبات التي تعترضها ، وذلك لتقديم إعلام متطور يخدم مصالح دول مجلس التعاون وشعوبها ، بمجموعة من الأهداف الفرعية والبرامج والمبادرات التي يمكن أن تساعد في بلورة العمل الإعلامي الاستراتيجي بما يحقق أهداف مجتمعات دول مجلس التعاون..