المنفاخ يتضح هدفه ووظيفته لكل من يسمع باسمه، فهو أداة للنفخ، وعادة لا يحتاج الناس فيما مضى إلا لنفخ النار وإذكائها، ولهذا يستخدم لذلك. صنع من مكونات البيئة وما توفر فيها، واستخدمت كل مادة في صنعه بقدر الحاجة، كعادة صانع الأمس الذي يستخدم الشيء بقدر مايفي بالغرض، وذلك لقلة الموجود من المواد الخام خاصة النادرة. ومن المواد التي صنع منها المنفاخ: الخشب ويمثل 90٪ منه فجانباه من الخشب ومقابضه، أما الرابط بين الجانبين أو لنقل البطن فهو من الجلد، وفي أحد الجانبين فتحة دائرية تسمح بدخول الهواء وتنغلق دونه عند خروجه لتجبره على الخروج من الفم الحديدي، الذي يمتد في أنبوب حديدي يوصل الهواء إلى النار. ولضرورة اقتراب فم المنفاخ من النار صنع ذلك الفم من أنبوب حديدي يسمح بالنفخ من بعد فيبتعد الجلد والخشب ولايتأثر الفم أيضا لأنه من الحديد وتتلفه الحرارة مع الاستخدام الطويل أيضا. ومظهر المنفاخ يبدو كبيراً نسبياً لأن تجويفه يفرض مثل ذلك المظهر الذي لايمكن تقليله أو جعله أصغر، ولهذا وصف الشخص الذي يظهر بحجم أكبر من إمكاناته بأنه منفاخ، فهو بتجوفه وخلوه من المخبر يشبه المنفاخ، كما أن الوصف للشخص بأنه منفاخ يدل على محبته للمدح ولو بما لم يعمل وبما لم يحصل عليه من مميزات، وحالة المنفاخ الحقيقي سحب الهواء الذي يملأ جوفه كما يسحب الشخص المنفاخ مايعطيه من المظهر ماينفخه دون وزن، ومهما إمتلأ جوف المنفاخ فإنما هو هواء لايشكل له وزناً يذكر، ويتهيب منه من لايعرفه فإذا قاس وزنه وجده أجوف خفيف الوزن.