أشرت بالأمس إلى التلاعب الأمريكي بمشاعر المسلمين، ففي مجلة «النيوزويك»، أكثر مجلاتهم عراقة، ينشرون حادثة تدنيس المصحف الشريف، وبعد أن ثار المسلمون، وذهبت أرواح البعض جراء هذه الثورة التي هددت بشكل حاسم أن تأخذ بالثأر، جعلوا المجلة تعتذر وتدعي بأن المعلومات التي وصلتها كانت مضللة. ووسط كل هذا الضجيج المتوتر، تخرج علينا جريدة «الصن» البريطانية بصور لصدام حسين وهو يغسل ثيابه أو وهو يرتدي الملابس الداخلية، واعتبرت بعض المصادر السياسية الأمريكية أن نشر جريدة «الصن» لهذه الصور مناف لاتفاقيات جنيف، وأن تسريب الجنود الأمريكان الذين يعتقلون صدام حسين، لهذه الصور هو جريمة كبرى، وقد تتسبب في تصعيد العنف في العراق. وبعيداً عن احتمال أن تكون هذه القصة مدبرة لإشغال الرأي العام العربي والإسلامي عن حادثة تدنيس الجنود الأمريكيين في معتقل غوانتاناموللقرآن الكريم، فإن لنا أن نستمر في مسلسل الأسئلة التي بدأتها أمس: - ألم تنشر كل الصحف والمجلات في كل مكان في العالم صور المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب وهم عرايا يتلقون أكبر أنواع التعذيب الجنسي؟! ماذا كان رد الفعل الأمريكي الرسمي؟!! ألم يكن لا شيء؟! ألم يستمر مسلسل إذلال المعتقلين وتعريتهم وتعذيبهم؟!! هل تعتقد الولاياتالمتحدةالأمريكية أن فضيحة تسريب الجنود الأمريكان لصور مجرم سابق معتقل لديها، سيكون كفضيحة تدنيس المصحف الشريف؟!! إن ظنت أمريكا، ولو لوهلة مثل هذا الظن، فإنها ستكون واهمة، وستدفع ثمناً تاريخياً غالياً نتيجة هذا الظن المدمر.