رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - امس اولى الفعاليات النسائية لحملة الترشيد الوطنية بعنوان «مساهمات الأسرة في تحقيق أهداف حملة التوعية والترشيد بالتزامن مع حملة التوعية والترشيد الوطنية» والتي نظمتها وزارة المياه والكهرباء بالتعاون مع مركز المرأة السعودية الإعلامي ومجموعة المختص وذلك في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض.. قدمت الندوة الإعلامية والاذاعية المعروفة الأستاذة نوال بخش وأدارت برنامج النشاط الأستاذة ناهد باشطح. وقد بدأ النشاط بآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة راعية الحفل الأميرة عادلة قالت فيها: «يسعدني اليوم مشاركتكن في الندوة النسائية ضمن حملة التوعية والترشيد الوطنية الهادفة إلى الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها.. إن الماء عصب الحياة الذي لا يمكننا الاستغناء عنه وأصبح شح المياه مشكلة عالمية تنشأ عليها العديد من النزاعات بين الدول وقد تنبهت حكومتنا الرشيدة ممثلة بوزارة المياه والكهرباء لأهمية هذه المشكلة وقامت بالدراسات والبحوث الميدانية لتكون أساساً لادارة هذه الثروة وايجاد أساليب حكيمة لترشيدها بناءً على ما تشكله تكلفة توفير المياه المحلاة في مملكتنا الغالية فالحفاظ على هذا المورد الطبيعي مسؤولية كل فرد في المجتمع وذلك بممارسة الأساليب الحضارية في التعامل مع المياه من خلال عاداتنا فما نوفره اليوم يضمن استمرار هذه النعمة التي وهبنا المولى عز وجل لصالح أطفالنا، ان التنمية والتقدم الذي نطمح إليه لوطننا العزيز يعتمد بشكل أساسي على مواردنا الطبيعية وفي أولويتها المياه..» ثم شكرت في ختام كلمتها وزارة المياه والكهرباء لجهودها الملموسة وأهابت بالمواطنين والمواطنات بأهمية التعاون مع الوزارة للحفاظ على ثروة المياه. عقب ذلك كلمة لمعالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين الذي يعتبر المرأة المحرك الأساسي لعملية استهلاك المياه في المنزل وأماكن العمل وتلقي العلم وغيرها كما تم عرض فيلم وثائقي يخص المناسبة ومن ثم ألقت عميدة كلية التربية للأقسام العلمية الدكتورة نورة المبارك محاضرة مختصرة عن واقع أزمة المياه في المملكة وقدمت تعاريف مختلفة للماء من وجهة نظر الجغرافيين والكيميائيين والفيزيائيين موضحة جدول توزيع مصادر المياه بالعالم مؤكدة على ضآلة المياه الصالحة للشرب لاسيما في منطقة الخليج التي تتميز مياهها الطبيعية بالملوحة الشديدة مما يؤدي إلى صعوبة تحليتها ومقدار ما تتطلبه هذه العملية من تكاليف مادية باهظة كما عرضت الكثير من الاحصائيات والأرقام التي توضح كمية المياه التي يستهلكها الفرد السعودي مقارنة هذا الاستهلاك بالدول الأخرى والتي تعتبر أقل بكثيرمن استهلاك المجتمع السعودي بالرغم من وفرة مياه تلك الدول مما يعني وجود جهل كبير في عملية الاستهلاك وهدر النعم معتبرة أكبر نسبة لذلك الهدر تتم في الغسالات والمراحيض كما استعرضت نموذجاً حياً لنجاح عملية الترشيد وهو مسجد الملك خالد الذي استطاع توفير 43 ألف ريال ومن ثم ختمت محاضرتها قائلة: «إما ان نوفر الماء أو نواجه العطش..». بعدها قدمت الأستاذة موضي الزهراني المشرفة النفسية والكاتبة الإعلامية المعروفة ورقة عمل بعنوان «سيكولوجية الفرد في التعامل مع استهلاك المياه» تحدثت بها عن مسؤولية التربية والتنشئة الاجتماعية في زرع السلوكيات السليمة والحفاظ على موارد الوطن معتبرة الأم والأب العنصران المهمان في توجيه النشء وتقويم مفاهيمه وسلوكه من خلال وجود القدوة الصالحة معتبرة مجتمعنا السعودي فاقداً لعملية وضع الأهداف والخطط في الحياة.. واقترحت الأستاذة الزهراني ايجاد موقع على الانترنت باسم صديقات البيئة او اصدقاء البيئة ليقوم بالتواصل مع الجميع وخاصة الشباب من خلال رسائل توعوية هادفة ومسلية كما اقترحت انشاء جائزة لأفضل اسرة مثالية في ترشيد المياه كما أكدت في ختام ورقتها الى ضرورة الوصول للطبقات الفقيرة في المجتمع والتي نادراً ما يصلها أنشطة ترشيد المياه بينما تعتبر هي الأسر الأكثر جهلاً وهدراً في استعمال الماء.. ومن ثم أتيحت الفرصة للمداخلات. بعدها سلمت الأميرة عادلة راعية الندوة مليوني حقيبة ترشيد استهلاك المياه لطلاب وطالبات التعليم العام وقدمت شهادات الشكر للمشاركات في الندوة كما قدمت وزارة المياه والكهرباء لسموها درعاً تذكارياً تقديراً لها على نشاطها المميز والمستمر في تطوير ونهضة المجتمع وتوجه الجميع بعدها الى افتتاح المعرض المصاحب والذي حوى الكثير من الأنشطة المختلفة لحملة الترشيد والوسائل المنوعة في هذه العملية التوعوية.. عقب ذلك التقت الإعلاميات بجميع المشاركات في الندوة وعلى رأسهن سمو الأميرة وراعية النشاط في مؤتمر إعلامي أجاب به المشاركات على أسئلة واستفسارات الإعلام وكان أهم ما ورد في هذا المؤتمر: ٭ التأكيد على أهمية ايجاد برامج توعوية لترشيد المياه للأطفال من خلال وسائل الإعلام والتي أهمها التلفزيون على أن تكون بإخراج جيد وأسلوب شيق يناسب ذكاء الطفل. ٭ دور المرأة الفاعل في عملية الترشيد كمسؤولة ومستهلكة ومربية للأجيال ٭ خطورة اهمال الصيانة المنزلية لتوصيلات المياه وخاصة خزانات المنزل التي تهدر بسبب الاهمال الكثير من هذه النعمة العظيمة. ٭ تعزيز دور المربي في المدارس والذي يقع على عاتقه عملية متابعة مجتمع المدرسة لاسيما الطالبات. ٭ اهمية التنبيه على الري بالتقطير في جميع المساحات الزراعية بما فيها المنزل. ٭ عمل مناسبة سنوية يتم معها تذكير افراد المجتمع بترشيد المياه تتكاتف بها جهود الحملة وتتنوع الانشطة التوعوية في هذا المجال بما فيها من تقديم الجوائز واقامة المسابقات. اهم المداخلات: ٭ العمالة الجاهلة وخاصة في مجال السباكة احياناً تكون سبباً خطيراً لهدر الماء.. في هذا المجال تحدثت الدكتورة آمال وهي طبيبة تعمل في عيادة خاصة عن تجربتها الشخصية.. كما نصحت السيدات بضرورة اقفال جميع مفاتيح الماء في المنزل يومياً قبل النوم تحسباً لأي تسربات. ٭ اكدت الدكتورة حصة المبارك والتي تحدثت في رسالتها للدكتوراة عن مشاكل خزانات المياه في المنازل اكدت على ازدواجية النفقات التي تتسبب بها خزانات المياه السيئة والتي قد لا تلاحظ الا عن قرب ودعت الى ترشيد صيانة الشبكة المنزلية ثم دعت الدكتورة المبارك وزارة المياه والكهرباء الى الاستفادة من صاحبات التخصص في هذا المجال. ٭ دعت الدكتورة فاطمة الخريجي الى الاستفادة من الماء المستخدم داخل المنزل في غسيل الخضار والفاكهة وفي عملية الري الزراعي بدل هدره بلا فائدة. ٭ اوضحت الدكتورة نورة المبارك الى ان وزارة المياه والكهرباء في طور عمل تمديدات خاصة بالماء المحلى للشرب وأخري غير محلاة للاستخدامات الأخرى مما يساهم في الحد من هدر مياه الشرب المحلاة والتي تكلف اموالاً طائلة. ٭ الدكتورة بدرية القبلان اقترحت وجود الحوافز كتشجيع للمجتمع على التعاون مع الحملة.