قرر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب في ختام دورته غير العادية التي عقدت اول أمس بالجامعة العربية تخصيص مبلغ 400 ألف دولار من موازنة الصندوق العربي للتنمية الصحية التابع لمجلس وزراء الصحة العرب وذلك لدعم القطاع الصحي في الصومال، خاصة المناطق الجنوبية الأكثر تضررا واحتياجا. وقال معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة رئيس المكتب التنفيذي في تصريح في ختام الاجتماع إنه تم تكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب بمتابعة مستجدات الأوضاع الصحية في الصومال بالتعاون والتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، كما تم دعوة الدول العربية إلى الاستمرار في تقديم كافة أشكال الدعم للشعب الصومالي وتأمين احتياجاته العاجلة من الأدوية والمستلزمات الطبية والصحية والغذائية. وأضاف الربيعة أنه تم مناقشة المسستجدات الدولية والاقليمية المتعلقة بمرض نقص المناعة " الايدز" ، وتم الاتفاق على أن تكون هناك إستراتيجية عربية موحدة للتعامل مع هذا المرض، موضحا أنه تم مباركة القرار الصادر عن اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الذي عقد بالرياض والموافقة على تكليف السعودية بالقيام بالتنسيق لعقد مؤتمر شامل يتم من خلاله توحيد الإجراءات والجهود والتوصل إلى إستراتيجية عربية موحدة في مجال مكافحة هذا المرض. وقال إنه تم التطرق لقرار الأممالمتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير المعدية في ضوء الإعلان السياسي لاجتماع الجمعية العامة رفيع المستوى المعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، وضرورة أن تكون هناك رؤية عربية موحدة لتنفيذ هذه القرارات الدولية. وأوضح أن المكتب التنفيذي تابع الإعداد والتحضير للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي ستعقد في الرياض 2013، حيث تشكيل لجنة فنية من متخصصي وزارات الصحة لتقديم المقترحات والاتفاق على الموضوعات ذات الأولوية في المجال الصحي لتضمينها الملف الاجتماعي الذي سيطرح أمام قمة الرياض. من جانبها، أكدت الدكتورة سيما بحوث الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون الاجتماعية أهمية هذا الاجتماع الاستثنائي الذي ناقش أربعة موضوعات مهمة في مقدمتها الوضع الصحي في الصومال وسبل مواجهة المجاعة والمآسي الإنسانية الناتجة عنها، لافتة إلى أنه قرر تخصيص مبلغ 400 ألف دولار من موازنة الصندوق العربي للتنمية الصحية لتقدم للشعب الصومالي في شكل أدوية ومواد طبية، بخلاف الدعم المباشر الكبير الذي تقدمه الدول العربية للصومال بشكل مباشر. من جهتها، كشفت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي عن جهودها المكثفة لحفر المزيد من الآبار بغية توفير مياه الشرب في بعض القرى والمدن الصومالية التي يعاني سكانها من العطش وذلك عقب التقارير التي وردت إليها من مكاتبها في مقديشو وهرجيسيا وجيبوتي وكذلك من وفدها الذي مازال يجوب المناطق المتضررة هناك والتي أفادت أن المنكوبين في الصومال وبجانب الجوع وسوء التغذية يعانون كثيراً من موجة العطش.. وأفاد الأمين العام للهيئة الدكتور عدنان بن خليل باشا أنه ووفقاً لهذه التقارير فإن حوالي 50 ألف أسرة من الأسر النازحة والمشردة لا يجدون مياه الشرب بسبب موجة الجفاف التي تجتاح تلك القرى والمدن خصوصاً في المناطق التي تقع حول منطقة (كسمايو) والتي تبعد عن العاصمة مقديشو بحوالي 530 كم وأضافت التقارير أن هؤلاء المنكوبين الذين يتضورون جوعاً مهددون أيضاً بالعطش وأن ظروفهم سيئة للغاية بسبب موجة الجفاف التي تفتك بعشرات الألوف من البشر أغلبهم من الأطفال والنساء والمسنين .. وأبانت أن الهيئة وفي خضم هذه الجهود المبذولة ما زالت تقدم عونها لهذه الأسر التي تكابد الفقر والمرض ولهيب الجفاف لاسيما في مناطق جوبا حيث إنها المرة الأولى التي تصلها المساعدات السعودية عبر منظماتها الإغاثية.. وكانت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وضمن جهودها في هذا الصدد وفرت (35) صهريجاً من المياه في غرب (كسمايو) بجانب دفعات متتالية من المعونات الغذائية.. وسبق لها أن قامت بتوفير المياه أيضاً في بعض القرى والمدن المتضررة من خلال شاحنات يتم استئجارها لهذا الغرض وإيصالها للنازحين في تلك المناطق البعيدة التي تعاني من أزمة حادة في المياه وتسع الشاحنة الواحدة ما بين (35) إلى (40) برميلاً بجانب حفر العديد من الآبار في بعض المناطق مثل (ونلوين) و(فرسولي) في إقليم شبيلي السفلى و(كركور) في إقليم بكوي و(دين سور) في إقليم باي و(باطيري) في إقليم جدو.