تتواصل اجتماعات المعارضة السورية في اسطنبول في محاولة لتوحيد صفوفها بمواجهة نظام الرئيس بشار الاسد، واعلنت لجان التنسيق المحلية التي تنشط في الداخل السوري ان قوى سورية معارضة اتفقت بعد يومين من الاجتماعات في اسطنبول على اسس توزيع القوى داخل المجلس الوطني على ان تعلن تشكيلته خلال اليومين القادمين. وقالت لجان التنسيق في بيان "بعد اجتماعات دامت يومين شاركت فيها قوى إعلان دمشق وجماعة الاخوان المسلمين والهيئة الإدارية المؤقتة للمجلس الوطني السوري وعدد من القوى والأحزاب الكردية والمنظمة الآشورية والهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والمجلس الاعلى للثورة السورية والدكتور برهان غليون، تم الاتفاق على تشكيل المجلس الوطني على أساس المشاركة المتساوية، على ان يعلن التشكيل النهائي في بيان رسمي يصدر خلال اليومين القادمين". وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال العضو في المجلس الوطني السوري خالد خوجة في اسطنبول "نجري مناقشات منذ بضعة ايام مع برهان غليون" الاستاذ الجامعي في باريس والمعارض منذ فترة طويلة، "ومع اكراد ومندوبين عن العشائر". واضاف خوجة "عندها سيجتمع المجلس الوطني السوري، سيفعل ذلك في اطار جمعية جديدة موسعة تضم كل هذه التيارات الجديدة"، واوضح ان اجتماع المجلس الوطني السوري الذي كان مقررا في الاصل السبت، لا يمكن ان يعقد "قبل الاحد في افضل الاحوال" بعد انتهاء المحادثات. وسينتخب في هذا الاجتماع رئيس للمجلس الوطني السوري ورؤساء مختلف اللجان. وذكرت مصادر دبلوماسية في دمشق ان تنامي قوة المجلس الوطني السوري ناجم على ما يبدو عن اتفاق بين الاميركيين والاتراك والاخوان المسلمين، واتحاد الاتجاهات الثلاثة: القوميون والليبراليون والاسلاميون. ميدانيا، قتل اربعة مدنيين السبت في عمليات عسكرية واشتباكات في ريف حماة ومدينة الرستن في محافظة حمص، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وكالة فرانس برس. وقال المرصد السوري الذي مقره في لندن "استشهد السبت مواطن من قرية كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات ملاحقة مطلوبين للسطات الامنية السورية في قرية كفرزيتا بريف حماة"، لافتا الى انه "في مدينة الرستن استشهد فجرا ثلاثة مدنيين خلال العمليات العسكرية والاشتباكات مع عناصر منشقة عن الجيش السوري في المدينة". هذا وقال نشطاء سوريون إن قوات سورية مدعومة بدبابات ومدفعية أحكمت قبضتها على مدينة الرستن السورية السبت بعد خمسة أيام من الاشتباكات العنيفة مع منشقين عن الجيش. وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية سيطرت على معظم أنحاء المدينة بعد انسحاب المنشقين منها. وأعلن التليفزيون السوري في وقت سابق السبت أن العملية العسكرية التي تم تنفيذها خلال الأيام القليلة الماضية في الرستن انتهت وأن القوات تبحث حاليا عن العصابات المسلحة و"الإرهابيين" - على حد قول القناة. وقال نشطاء معارضون إن المدينة الواقعة بمحافظة حمص المشتعلة بالاضطرابات تتعرض لقصف عنيف منذ يوم الاثنين الماضي. وقال ناشط مناهض للنظام السوري يقيم في العاصمة اللبنانية بيروت ل (د.ب.ا) بعد أن طلب عدم ذكر اسمه خوفا من انتقام السلطات السورية إن" المدينة دمرت تقريبا جراء قصف الجيش". أضاف:"قتل نحو 15 من المنشقين عن الجيش بينما جرح أكثر من 80 خلال أعمال القتال التي دارت السبت"، وذكرت تقارير غير مؤكدة أن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا وجرح أكثر من 250 خلال خمسة أيام من القتال في الرستن، وقال نشطاء إن خزانات المياه في المدينة التي يسكنها نحو 60 ألف شخص دمرت خلال القصف العنيف الذي شنه الجيش السوري. أصبحت مدينة الرستن حصنا للجنود الذين رفضوا أوامر بإطلاق النار على متظاهرين مؤيدين للديمقراطية، وقال نشطاء آخرون إن أربعة مدنيين قتلوا السبت في حي القدم قرب العاصمة السورية دمشق، وقتل مدني آخر برصاص قوات الأمن اليوم السبت بمنطقة تلبيسة بمحافظة حمص وسط البلاد، وذكرت تقارير للإعلام الرسمي أن جنازات أقيمت لتشييع 13 من أفراد الجيش والأمن في حمص.